1:183- حدثني أبوبكر عمر بن ابراهيم؛ وأبوبكر محمد بن علي بن عتاب، قالا: نبا محمد بن المثني، قال: نبا عثمان بن عمر بن فارس، قال: نبا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن فاطمة بنت قيس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخر صلاة العشاء الآخرة ذات ليلة، ثم خرج فقال:
انما حبسني عنكم حديث كان يحدثنيه (تميم الداري) عن رجل كان في جزيرة من جزائر البحر، فرأي امرأة تجر شعرها، فقال: ما أنت؟ قالت:
أنا الجساسة، أتعجب مني؟ قال: نعم. قال: قالت: فاذهب الى ذلك القصر.
فذهب، فاذا هو برجل يجر شعره، مسلسل بالأغلال (ينزو فيم) بين السماء والأرض، فقال: ما أنت؟ قال: أنا الدجال، هل خرج النبي الامي بعد؟ قال: قلت: نعم.
قال: فأطاعوه أم عصوه؟ قلت: لا، بل أطاعوه.
قال: ذلك خير لهم، ثم نهل عتاب المياه...، ثم ذكر الحديث.
2:184- حدثني عمر بن ابراهيم؛ وابراهيم بن موسي التوزي، وقد تداخلت روايتهما؛ وحدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثني أبي (عن أبيه، عن) عبد الوارث بن سعيد، قال: نبا الحسين بن ذكوان المعلم، قال: حدثني ابن بريدة، قال: حدثني عامر بن شراحيل الشعبي - شعب همدان - قال: حدثتني فاطمة بنت قيس أنها قالت:
سمعت منادي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينادي: الصلاة جامعة، فخرجت الى المسجد، فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكنت في النساء اللاتي يلين ظهور القوم، فلما قضي صلاته جلس علي المنبر وهو يضحك، فقال: ليلزم كل واحد منكم مصلاه.
ثم قال: هل تدرون لم جمعتكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. فقال: اني والله ما جمعتكم لرهبة ولا لرغبة، ولكن جمعتكم لأن تميم الداري كان رجلا نصرانيا، فجاء فبايع وأسلم، فحدثني حديثا وافق الذي كنت حدثتكم به عن المسيح الدجال؛حدثني أنه ركب البحر في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام، فلعب به الموج شهرا في البحر، فرقت بهم السفينة الى جزيرة من جزائر البحر، وذلك حين مغرب الشمس، فجلسوا في أقرب السفينة، فدخلوا الجزيرة، فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر، لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر، فقالوا له: ويلك! ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة. فقالوا: وما الجساسة؟
قالت: أيها القوم انطلقوا الى هذا الرجل الذي في هذا الدير، فانه الى خبركم بالأشواق. قال: ففرقنا منها لما سمت لنا رجلا أن تكون شيطانة.
فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير، فاذا فيه أعظم انسانا رأيناه قط خلقا، وأشده وثاقا، مجموعة يداه الى عنقه، ما بين ركبتيه الى كعبيه في الحديد.
فقلنا له: ويلك! ما أنت؟
قال: قد قدرتم علي خبري، فأخبروني ما أنتم؟ قلنا: نحن اناس من العرب ركبنا سفينة بحرية، فصادفنا البحر حين اغتلم، فلعب بنا الموج شهرا، ثم ارقينا الى جزيرتك هذه، فجلسنا في أقربها، فدخلنا الجزيرة، فلقينا دابة أهلب كثير الشعر لا ندري ما قبله من دبره من كثرة الشعر، فقلنا: ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة. قلنا: وما الجساسة؟ قالت: اعمدوا الى هذا الرجل الذي في هذا الدير، فانه الى خبركم بالأشواق، فأقبلنا اليك سراعا، وفزعنا منها، ولم نأمن أن تكون شيطانة.
فقال: اخبروني عن نخل بيسان. قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها، هل يثمر؟ قلنا: نعم. قال: انما يوشك أن لا يثمر. ثم قال:
أخبروني عن (بحيرة طبرية) . قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل فيها ماء؟ قلنا: هي كثيرة الماء. قال: أما ان ماءها يوشك أن يذهب. ثم قال:
أخبروني عن (عين زغر) . قالوا: عن أي شأنها تستخبر؟
قال: هل في العين ماء؟ وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا له: نعم، هي كثيرة الماء، وأهلها يزرعون من مائها.
ثم قال: أخبروني عن (النبي الامي) ما فعل؟ قلنا: قد خرج من مكة، ونزل يثرب. قال: قاتلته العرب بعد؟ قلنا: نعم. قال: فكيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر علي من يليه من العرب فأطاعوه. قال: أقد كان ذلك؟ قلنا: نعم.
قال: أما ان ذلك خير لهم أن يطيعوه، واني اخبركم عني، اني أنا المسيح، ويوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج، أسير في الأرض فلا أدع قرية الا هبطتها في ثلاثين ليلة غير (مكة) و (طيبة) فهما محرمتان علي كلتاهما، كلما أردت واحدا منهما استقبلني ملك بيده سيف اصليت يصدني عنها، وان علي كل نقب منها ملائكة يحرسونها.
قالت فاطمة بنت قيس: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - وطعن بمخصرته في المنبر: هذه طيبة - يعني المدينة - ألا كنت حدثتكم بذلك؟ قال الناس: نعم.
قال: فانه أعجبني حديث تميم الداري أنه وافق الحديث الذي كنت أتحدث عنه وعن المدينة ومكة، ألا انه في بحر الشام، أو بحر اليمن، لا بل من قبل المشرق، وأومئ بيده نحو المشرق، فانه بلغني أنه - يعني الدجال - لا يدخل المدينة - هي طيبة-.
قالت فاطمة بنت قيس: فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
3:185- حدثني محمد بن ابراهيم بن أبي الرجال أبو جعفر البهندفي، قال: نبا يحيي بن الفضل الخرقي، قال: نبا أبوعامر العقدي، عن عباد بن راشد، عن داود بن أبي هند، عن عامر الشعبي، عن فاطمة بنت قيس - وكانت من نساء الأنصار - قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم ووجهه يتهلل، فصعد المنبر، فقال:
يا أيها الناس، افرحوا لفرح نبيكم، ان تميم الداري قدم علي من قبل (فلسطين) فأخبرني أنه لقي نفرا من المسلمين، زعموا أنهم ركبوا البحر، فلعب بهم الهواء شهرا، ثم قدمهم الى جزيرة من جزائر البحر، فاذا هم بدابة أهلب، لا يدرون أين مقدمه من مؤخره، أو ذكرا أم انثي، قالوا: ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة.
قالوا لها: أخبرينا؟ قالت: وما تريدون؟ عليكم بصاحب هذا الدير.
فأتيناه، فاذا هو رجل صرير موثق شديد الوثاق، فقلنا له: يا عبد الله أخبرنا؟ قال: ومن أنتم؟ قلنا: العرب. قال: فما فعل رسول الله الأمين؟
قلنا: بعث. قال: فما فعل به قومه؟ قلنا: اتبعوه. قال: أما ان ذلك خير لهم. قال: ما فعل نخل بيسان؟ قلنا: حمل. قال: أما انه يوشك أن لا يحمل.
قال: فما فعلت عين زغر؟ قلنا: غريزة الماء. قال: انه يوشك أن يقل ماؤها. قال: فما فعلت بحيرة طبرية؟ قلنا: كثيرة الماء. قال: أما انه يوشك أن يقل ماؤها، أما واني أرد الأرض كلها حتى آتي طيبة.
-قالت فاطمة بنت قيس: وكان في يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قضيب، فنكث به، وقال: هذه طيبة، وهو علي منبره - ثم قال - يعني الدجال: فأجد علي كل نقب ملكا معه السيف صلتا، يستقبلني به.