1:211- حدثنا جدي، قال: نبا يونس بن محمد أبومحمد المؤدب، قال: نبا حماد بن سلمة، عن سمك بن حرب، عن جابر بن سمرة السوائي، قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
(لا يزال الاسلام عزيزا الى اثني عشر خليفة) ، ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي: يا أبت ما قال؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كلهم من قريش) .
2:212- حدثنا أبوبكر أحمد بن زهير بن حرب بن شداد النسائي، قال: نبا علي بن الجعد، قال: نبا أبوخيثمة زهير بن معاوية، عن زياد بن خيثمة، عن الأسود بن سعيد الهمداني، قال: سمعت جابر بن سمرة، يقول:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
يكون بعدي اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش، فلما رجع الى منزله أتته قريش، فقالوا له: ثم ماذا يكون؟ قال: ثم يكون الهرج.
وقد رواه جماعة، عن زهير، منهم أبو جعفر النفيلي، وأبوالنضر هاشم بن القاسم الكناني كذلك.
3:213- حدثنا ابراهيم بن موسي أبو اسحاق التوزي، قال: نبا يوسف بن موسي اقطان، قال: نبا عبد الرحمن بن مغراء، قال: نبا اسماعيل بن أبي خالد - واسم أبي خالد هذا هرمز الوالبي الكوفي - عن أبيه، عن جابر بن سمرة السوائي، قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (لا يزال هذا الدين قائما حتى يكون اثنا عشر خليفة، تجتمع عليهم الامة) . قال جابر بن سمرة: سمعت من النبي كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كلهم من قريش) .
و قد روي هذا الحديث عمرو بن عثمان (بن سعيد) بن كثير، عن مروان ابن معاوية، عن اسماعيل بن أبي خالد، عن أبيه، عن جابر بن سمرة السوائي، عن النبي كذلك حرفا بحرف.
4:214- حدثنا أحمد بن زهير، قال: نبا شهاب بن عباد العبدي، قال: نبا ابراهيم ابن حميد الرواسي، عن اسماعيل بن أبي خالد، عن أبيه، عن جابر بن سمرة، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يزال هذا الدين قائما حتى يقوم اثنا عشر خليفة - أظن أبي قال: كلهم من قريش - تجتمع عليهم الامة) .
5:215- حدثنا أحمد بن زهير بن حرب، قال: نبا أبي، قال: نبا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، قال:
جئت أنا وأبي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول:
(لا يزال هذا الأمر صالحا حتى يكون اثنا عشر أميرا) ؛
ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي: ما قال؟ فقال: قال: (كلهم من قريش) .
6:216- حدثنا أحمد بن زهير، قال: نبا موسي بن أبي اسماعيل أبوسلمة، قال: نبا وهيب بن خالد، عن داود بن أبي هند، عن عامر - يعني الشعبي - عن جابر بن سمرة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
(لا يزال هذا الأمر عزيزا الى اثني عشر خليفة) . قال: فكبر الناس وضجوا، فقال كلمة خفية، فقلت لأبي: يا أبة ما قال؟ قال: قال: (كلهم من قريش) .
7:217- حدثنا أحمد، قال: نبا أبو نعيم، قال: نبا فطر بن خليفة، قال: حدثني أبو خالد الوالبي، قال: سمعت جابر بن سمرة السوائي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
(لا يضر هذا الدين من ناواه حتى يقوم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش) .
8:218- حدثنا أحمد بن زهير، قال: نبا عبيد الله بن عمر، قال: نبا سليمان، قال: حدثنا ابن عون، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:
(لا يزال الدين منيعا ينصر أهله علي من ناواهم الى اثني عشر خليفة) .
فجعل الناس يقومون ويقعدون، فتكلم كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي، أو لأخي: أي شيء قال؟ فقال: قال: كلهم من قريش.
9:219- حدثنا علي بن سهل، وأحمد بن زهير، قالا: نبا محمد بن بكير أبو الحسين الحضرمي، قال: نبا يونس بن أبي يعفور، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه - واسمه وهب بن عبد الله السوائي الكوفي - قال:
كنت (مع عمي) عند النبي وهو يخطب، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا لا يزال أمر امتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش) .
قال: وخفض بذلك صوته (فقلت لعمي، وكان أمامي: ما قال يا عم؟ قال:) ، فقال: يا بني، كلهم من قريش.
ولهذه المتون طرق أضربنا عن ذكرها ايثار التخفيف، وان الذي كتبنا هيهنا من ذلك ينوب عن المتروك، وكأن الفائدة التي حملتنا علي كتب أخبار هذا الباب هي أن هذا المتن انما يكون مصداقه بعد موت المهدي المعروف بالحسيني الذي هو من ولد السبط الكبر، وهو الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام، وانما تنبهنا لذلك أنه كذلك بما ألفيناه في كتاب دانيال المذكور فيما تقدم من كتابنا هذا وهو أنه قال:
اذا مات المهدي ملك خمسة رجال يتلو بعضهم بعضا، وهم من ولد السبط الكبر، ثم يملك بعدهم خمسة رجال يتلو بعضهم بعضا، وهم من ولد السبط الأصغر، ثم يوصي آخرهم بالخلافة لرجل من ولد السبط الكبر، فيملك الأول ثم يملك بعده ولده فيتم بذلك اثنا عشر ملكا كل واحد منهم امام مهدي رشيد مرشد، هاد مهتد، ثم ينقرض نسل السبط الكبر والأصغر بالموت؛
وكذلك لا يبقي الموت أحدا من بني هاشم، فيولي الناس رجلا من موالي السبط الكبر، فيأبي ذلك، فلا يتركوه حتى يتولي عليهم، فيسير في الناس سيرة حسنة علي منهاج الأئمة الذين من ولد النبي الامي، فاذا مات ذلك المولي ظهر الفساد والنفاق والفجور في الأرض، فحينئذ تخرج دابة الأرض.
ثم لم (أجد) أحدا من شيوخنا الذين أدركناهم يدلنا علي وقت هؤلاء الخلفاء الذين هم اثنا عشر قرشيا، لكنا ألفينا في تأليف أبي داود السجستاني ذكر حديث جابر بن سمرة المسند مكتوبا أول أخبار المهدي مبهمي الوقت، فاستدللنا بما في كتاب دانيال علي أن هؤلاء القوم انما يملكون الخلافة واحدا بعد واحد، بعد موت المهدي الذي يعرف في الأخبار اسمه ونسبه وصفته، وصفة عدله واستقامة أمره؛
ثم انا ألفينا في رواية أبي صالح، عن ابن عباس عند قول الله في سورة النور: (وعد الله الذين آمنا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض) .
يقول: ليسكننهم الأرض آمنين (غير) خائفين (كما استخلف الذين من قبلهم) .
يعني من بني امية وبني العباس، فملك بني امية نيف وثمانون سنة، وملك بني العباس كثر من مائة سنة، ثم ذكرهم واحدا بعد واحد بصفاتهم الى أن قال:
ثم يخرج رجل من أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم من قبل المشرق يقود الجيوش لا يبقي جورا الا أبطله وأبدل مكانه عدلا، ولا يترك بابا من الظلم الا وسعه بالنصفة، ويظهر العدل والأمن في زمانه، فيمكث في الأرض علي ذلك هاديا مهديا، واماما مقسطا، واسمه (محمد بن عبد الله) من صفته أنه رجل ربعة، لونه مشرب حمرة، وهو شديد في جسمه، شجاع قلبه، شديد بأسه، يفرج الله به عن هذه الامة كل كرب، ويصرف الله عنهم بعدله كل ظلم وجور؛
ثم يلي الأمر بعده اثنا عشر رجلا خمسين ومائة سنة، فستة من ولد الحسن، وخمسة من ولد الحسين، وواحد من ولد عقيل بن أبي طالب، وهو خيرهم!
ثم يموت، فيفسد الزمان، وتعود المنكير، ويهرب أهل المعروف وأهل الخير، ويعلو أهل الفساد والفجور، فيظهرون ذلك حتى أنهم يتسافدون في الطرق كالحمير علانية، ولا يخافون مانعا؛
وعند ذلك يفتح يأجوج ومأجوج السد، ويسيرون في الأرض، فلا يأتون علي شجرة ولا علي ماء الا كلوه وشربوه وأهلكوه، فالويل كل الويل لمن كان باقيا في ذلك الزمان؛
ثم تظهر الآيات البواقي بعد ذلك الى قيام الساعة.
وقال كعب الأحبار في رواية اسامة بن زيد، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن المثني بن هانئ، عنه:
خرجت اريد الاسلام فنزلت بيهودي يقال له (ذو قرنات) فقال لي: أين تريد؟ قلت: اريد هذا النبي الذي خرج من مكة، ونزل بيثرب.
فقال لي: ان كنت تريده، فاعلم أنه قد قبض في هذا اليوم.
قال كعب: فخرجت أقص الطريق، فاذا أنا بركب قد أقبلوا من قبل يثرب، فسألتهم عنه، فقالوا: انه قبض، وارتد الناس بعده عن دينهم.
فانصرفت راجعا الى ذي قرنات، فأخبرته بما قالوا، فقال:
قد صدقوا في شيء، وكذبوا في شيء:
أما قولهم في أنه قبض فانهم صدقوا في ذلك، وأما قولهم ان الناس بعده ارتدوا عن دينهم، فقد كذبوا في ذلك، هذا دين يبقي الى يوم القيامة.
قال كعب: فقلت له: فمن يكون بعده؟ قال: السلم.
قلت: فمن يكون بعده؟ قال: القرن الحديد.
قلت: فمن يكون بعده؟ قال: الطيي السير.
قلت: فمن يكون بعده؟ قال: الهادي المهدي.
قلت: فمن يكون بعده؟ قال: العتريف المترف.
ثم ذكر واحدا يتلو الآخر بصفتهم الى أن قال:
ثم يكون اثنا عشر مهديا، ثم ينزل روح الله من السماء، فيقتل الدجال.
ثم ذكر الآيات الى أن تفني الدنيا.
وقد روي عن أبي الجلد - واسمه جيلان بن فروة الجوني ثم البكري، وكان قد قرأ الكتب - أن رجلين من أهل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يملكان سبعين سنة:
الأول منهما يملك ثلاثين سنة، والثاني يملك أربعين سنة؛
فحدثني محمد بن حماد الدباغ، قال: حدثني أبو الربيع الزهراني، قال: نبا سلم بن قتيبة، قال: نبا أبوالعوام، عن أبي عمران الجوني، قال: قال أبوالجلد:
يملك هذه الامة خليفتان من قريش: أحدهما ثلاثين سنة، والذي يليه أربعين سنة.
وأما حاتم بن أبي صغيرة - وهو أبو يونس القشيري - في روايته عن أبي الجلد، فانه ذكر عنه أن رجلا من أهل بيت النبي يملك هو وولده اثني وسبعين سنة، فجعل الثاني ابنا للأول، وزادت روايته هذه سنتين علي الرواية التي قبلها، فلم يستبهم أمر هذين الرجلين علي أهل المعرفة بالتواريخ وأيام الماضين (من) الاثني عشر المذكور عددهم هذا، فيبقي من العدد الكامل الذي هو خمسون ومائة وثمانون سنة موزعة بين العشرة الباقون، فيلي بعضهم كثر من.
10:220- قال عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي فيما روي من الملاحم، عن خالد بن أبي عمران، عن حذيفة بن اليمان، قال: انه سئل عن الولاة الذين يلون أمر هذه الامة، فذكر خلافة أبي بكر وعمر وعثمان، وعلي، وبني امية، ثم خلافة ولد العباس، ثم ذكر السفياني، ويأجوج ومأجوج، والدابة، والدجال، والخسف والمسخ، والحيات ذوات الأجنحة اللواتي يسكن الهواء؛
ثم ذكر طلوع الشمس من مغربها.
وقال عند ذكر المهدي الحسني والقائمين بعده، وهم اثنا عشر مهديون: ثم يكون بعدهم مولي السبط الكبر، وهو الحسن بن علي، فيملك أمر الامة أربع سنين، فيعيش معه الناس أطيب عيش؛
ثم يموت ولا يكون بعده للناس امام فيعود البلاء والضيق والفساد، والخوف والجوع، والقتل الذريع، وموت الفجأة، وذلك عند قيام الساعة.
فلنكتب الآن في هذا الباب الذي نحن عنده، الأخبار التي أتت بذكر الجبل الذي من ذهب، يحسر عنه الفرات فيقتل الناس عليه حتى يتلف كثرهم، ويكون خسف يحول دون ذلك الذهب، وذلك في عهد الدجال، وما ذكر من الحوادث في أيامه وبعدها، والله أعلم بذلك متي يكون، وهو العليم الخبير.