فهرس الكتاب
الصفحة 38 من 64

1:136- أخبرنا محمد بن عبد الله بن سليمان أبو جعفر الحضرمي الكوفي، قال: نبا طاهر بن أبي أحمد الزبيري، قال: نبا أبي، قال: نبا الصباح بن يحيي المزني، عن يزيد بن أبي زياد، عن ابراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، قال:

بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اذ أقبل نفر من بني هاشم، فلما رآهم رسول الله احمر وجهه، واغرورقت عيناه! قلنا: يا رسول الله، ما نزال نري في وجهك الشيء نكرهه؟

فقال: (انا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة علي الدنيا، وان أهل بيتي هؤلاء سيلقون بعدي تطريدا وتشريدا حتى يجي ء قوم من هاهنا قبل المشرق، في أصحاب رايات سود، يسألون الحق فلا يعطونه - قال ذلك مرتين أو ثلاثا- فيقاتلون فينصرون، فيعطون ما سألوا فلا يقبلوه حتى يدفعوها الى رجل من أهل بيتي يملؤها قسطا كما ملؤوها جورا، فمن أدرك ذلك الزمان فليأته ولو حبوا علي الثلج، فانه خليفة الله المهدي) .

2:137- حدثني هارون بن علي بن الحكم، قال: نبا حماد بن المؤمل الضرير، قال: حدثنا محمد بن أبي سمينة البغدادي، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان مولي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ليقتلن عند بيت مالكم هذا ثلاثة أبناء ملوك، لا ينال أحدهم ما طلب، ثم يقتتلون حتى تكون بينهم الدماء، ثم تأتي الرايات السود من قبل المشرق، فمن أدركهم فليأتهم ولو حبوا علي ركبيته، ولو أن يخوض الثلج، فان (معهم خليفة الله) المهدي، والنصر معهم.

3:138- حدثنا أبو قلابة، قال: نبا أبو نعيم، قال: نبا شريك، عن علي بن زيد، عن أبي قلابة، عن ثوبان، قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حبوا علي الثلج، فان معهم خليفة الله المهدي) .

هكذا حدثنا أبو قلابة، فلم يذكر بين أبي قلابة وبين ثوبان، أبا أسماء الرحبي.

4:139- اخبرت عن نعيم بن حماد المروزي، قال: نبا أبو يوسف المقدسي، عن محمد بن عبد الله بن يزيد بن السندي، عن كعب الأحبار، أنه قال: علامة خروج المهدي ألوية تقبل من المغرب، عليها رجل أعرج من كندة.

5:140- قال أبو يوسف المقدسي: قال فطر بن خليفة: قال أبو جعفر محمد ابن علي بن الحسين عليهم السلام: يقوم المهدي سنة مائتين، ولم يذكر أي مائتين هما.

6:141- وروي نعيم بن حماد أيضا عن رشدين بن سعد، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل، أنه قال:

اجتماع الناس علي المهدي سنة أربع ومائتين.

قال ابن لهيعة: بحساب العجم ليس بحساب العرب.

7:142- قال ابن لهيعة: وحدثني أبوزرعة، عن ابن زرير،

عن عمار بن ياسر، أنه قال:

علامة خروج المهدي انسياب الترك عليكم، وأن يموت خليفتكم الذي يجمع الأموال، ويستخلف بعده رجل ضعيف، فيخلع بعد سنتين من بعده، ويخسف بغربي مسجد دمشق، وخروج ثلاثة نفر بالشام، وخروج أهل المغرب الى مصر، وتلك اشارة خروج السفياني.

8:143- قال أبوقبيل: قال أبو رومان: قال علي بن أبي طالب عليه السلام:

اذا نادي مناد من السماء: (ان الحق في آل محمد) فعند ذلك يظهر المهدي علي أفواه من الناس، يشربون حبه، فلا يكون لهم ذكر غيره.

9:144- وفي رواية نعيم بن حماد أيضا، قال: حدثنا ابن المبارك، قال: أخبرنا معمر، عن رجل عن سعيد (بن) المسيب، أنه قال:

تكون (بالشام) فتنة أولها لعب الصبيان (كلما سكنت من جانب طمت من جانب، فلا تتناهي حتى ينادي مناد من السماء:(ألا ان الأمير فلان) وفتل ابن المسيب يديه حتى أنهما لتنقصان، فقال: ذلكم الأمير حقا، ثلاث مرات).

10:145- (( آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة) فالسواد الذي ترونه في القمر شبه الخطوط، فانما هو أثر ذلك المحو، قال: وخلق الله الشمس من ضوء نور العرش، لها ثلاثمائة وستون عروة، وخلق القمر مثل ذلك، فوكل بالشمس وعجلتها ثلاثمائة وستين ملكا من ملائكة أهل سماء الدنيا، قد تعلق كل ملك منهم بعروة من تلك العري، وللقمر مثل ذلك، وخلق لهما مشارق ومغارب في قطري الأرض، وأقصر ما يكون النهار في الشتاء، وذلك قوله عز وجل (رب المشرقين ورب المغربين) يعني آخرها هاهنا وهاهنا، ثم ترك ما بين ذلك العيون عدة العيون، ثم جمعها، بعد ذلك فقال: (رب المشارق والمغارب) فذكر عدة تلك العيون كلها، قال:

وخلق الله عز وجل كرا بينه وبين السماء مقدار ثلاثة فراسخ، وهو قائم بأمر الله في الهواء، لا يقطر منه قطرة، والبحار كلها سكنة، وذنب البحر جار في سرعة السهم، ثم انطباقه ما بين المشرق والمغرب، فيحرك الشمس والقمر والنجوم الخنس؛

فو الذي نفس محمد بيده لو أن الشمس بدت من ذلك البحر لأحرقت كل شيء علي وجه الأرض، حتى الصخر والحجار، ولو بدا القمر من ذلك البحر حتى يعاينه الناس علي هيئة لافتتن به أهل الأرض الا من شاء الله أن يعصمه من أوليائه.

فقال حذيفة: بأبي أنت وامي يا رسول الله، انك ذكرت مجري الخنس في القرآن، فما الخنس يا رسول الله؟

قال: فقال يا حذيفة هي خمسة كوكب: البرجيس، وعطارد، وبهرام، والزهرة، وزحل، فهي هذه الكوكب الخمسة الطالعات الغاربات الجاريات مثل الشمس والقمر، وأما سائر الكوكب فانها معلقة من السماء تعلق القناديل، لهن دورات بالتسبيح والتقديس، وان أردتم أن تستبينوا ذلك فانظروا الى دوران الفلك. ولنذكر شيئا من:

حديث الحسني وأصحابه وحديث السفياني

يولي الحسني علي جميع أصحابه رجلا من أهل بيته اسمه (شعيب بن صالح) ثم يخرج منها متوجها الى الكوفة، وقد كان السفياني افتتح العراقين: عراق بابل، وعراق المشرق من أرض خراسان، وأرض فارس، وأرض البصرة، وأرض اليمامة، وولي عماله، فافتتح له عامله علي اليمامة البحرين، وولي ابنه الكبر واسمه (عنبسة) علي خراسان، وفرق عماله علي كور خراسان، وعلي كور فارس والأهواز، واستقام له الأمر.

فلما أتاه (وبر) يخبره ما أصاب جيشه بالبيداء خبل الله بدنه، وبلغ الخبر ابنه وجيمع عماله وجيشه - وأن الحسني قد أقبل من المدينة - وابنه سفيان بن السفياني، فتهيأ لمحاربة الحسني، وكان المكلف الذي هرب الى خراسان، هرب الى ملك الروم، فأجاره وأنزله، وجعل له أن لا يسلمه أبدا، ويقبل الحسني، فيدخل الكوفة، فيرد سبيهم اليهم، وما اخذ منهم، وقد تلقوه بالدعاء والشكر، وأخبروه أن السفياني بالأنبار.

فيخطب الحسني بالناس، ويأمرهم بطاعة الله، ويبايعه أهل الكوفة، ومن حولها من الأشراف، فيخرج من الكوفة يريد السفياني بالأنبار، والحسني في مائة ألف فارس وراجل، ويبلغ السفياني فيأمر أصحابه فيحملونه الى المدائن، ويكتب الى ابنه والي عماله، فيجتمعون اليه بالمدائن، ويسير اليهم الحسني، والسفياني وأصحابه معسكرون أسفل المدائن، في الجانب الشرقي في دجلة.

ويسير اليه الحسني، وينزل فيما بين دجلة ونهر يقال له (نهر الملك) علي تل مشرف علي نهر ملك يقال له (ساباط المدائن) وينزل أصحابه دون التل من التل الى دجلة، وذلك فرسخ، وهنالك بين خلالها أنهار معشبة.

فيأمر أصحابه فيقطعون الأشجار والقصب، ويخربون تلك البساتين، ويجعلون ثم جسرا علي تلك الأنهار، ويقيم في موضعه، ثم يرسل رجلا من أصحابه في خمسين ألفا بين فارس وراجل، فيأتون موضعا فوق قرية يقال لها (قطربل) وهي فوق المدينة العتيقة التي كان أبو الملك بها، فيجمعون هنالك السفن، ويعقدون جسرا، ويعبرون دجلة الى الجانب الشرقي، ويكتبون الى الحسني بذلك، فيعبر عند ذلك الحسني علي جسره الذي عقده الى الجانب الشرقي من دجلة، في نصف أصحابه، ويتخلف النصف، وهم خمس وثلاثون ألفا، وكذلك الذين مع الحسني، ويخرج اليهم ابن السفياني في أصحابه.

ويلقي الله علي أصحاب السفياني الدهش، ويهيج الله عليهم ريح الجنوب، وهي في أقفية أصحاب الحسني، وفي وجوه أصحاب السفياني، فتسفي التراب في أعينهم، وأعين خيولهم، فلا يبصرون وجوه قتلهم، ويحمل عليهم أصحاب الحسني، فالريح من ورائهم ليس يصيبهم من ذلك التراب شيء، بل يحمل الفارس والراجل علي من قدامه، فيضعون السلاح في أصحاب السفياني، فيقتلونهم حتى لا يفلت منهم الا أقل من عشرهم، ويؤخذ السفياني وابنه الكبر في الأسر.

فاذا رآه الحسني عرفه، فيقول: أنت السفياني؟ فيقول: لا.

فيقول الأسري: بلي أيها المنصور، هذا هو السفياني.

فيأمر بقطع يديه ورجليه ويصلبه، فيفعل به ذلك كله علي باب سوق المدائن، وهو بين المدينتين: المدينة العتيقة، والاخرى التي بينهما الايوان.

ثم يدل علي ابنه في الأسري، فيؤتي به، فيأمر بضرب عنقه، ويعفو عن سائر الأسري.

ويقيم بالمدائن، ويرسل الى أصحابه الذين كانوا عبروا دجلد من قطربل الى الجانب الشرقي، فيقدمون عليه.

ويبايع الحسني جميع أهل العراق، الأول من أهل بابل، ومن حضرهم من أهل العراق الشرقي خراسان، وفارس، والأهواز.

ويرجع الحسني الى الكوفة، ويولي العمال علي خراسان، وفارس، والأهواز، ويوجه جيشا الى اليمامة، والبحرين، وجيشا الى أرمينية وما وراها، ويبعث بجيوش الى الشام، يقودها جيش فيه ابن عم الحسني علي جميع الشام، وجيشين علي ثغور الشام.

ثم يوجه جيشا الى برقة، وأفريقية وما والاهما من المغرب، وجيشا الى مصر وما والاها من ناحية السودان، وما والي الصعيد، وأسفل الأرض، فكلهم يستقبلهم الناس بالطاعة، ويكتبون الى الحسني بذلك.

فيحمد الله ويشكره، ويكون (له) جميع ما ملك السفياني، وصفا له الأمر واستقام له الملك في كل ما ولي الا مكة واليمن، فانه يبعث بجيشه اليهما. فيهلكه الله بالبيداء، فكان ملكه ذلك تسعة أشهر من يوم خرج بدمشق الى أن ظهر علي الملك، وملك العراق الأول، ثم عراق المشرق بخراسان وما والاها؛

وتصفو الأرض للحسني، ثم ان الحسني يستخلف علي العراقين وما والاهما في ذلك من الناس، وهوان من أنفسهم، وضيق من معايشهم، فيقوم أحدهم بقية تلك الليلة يصلي مقدار ورده كل ليلة، فلا يري الصبح فيستنكر ذلك، فيقول لعلي قد خففت قراءتي أو قمت قبل حيني!

فيخرج فينظر الى السماء فاذا هو بالليل كما هو! والنجوم قد استدارت مع السماء، فصارت مكانها من أول الليل.

ثم يدخل فيأخذ مضجعه فلا يأخذه النوم، فيقوم فيصلي الثانية بمقدار ورده كل ليلة، فلا يري الصبح فيزيده ذلك انكارا.

ثم يخرج فينظر الى النجوم فاذا هي قد صارت كهيئتها من الليل، ثم يدخل فيأخذ مضجعه من الثالثة، فلا يأخذه النوم، ثم يقوم أيضا فيصلي مقدار ورده، فلا يري الصبح؛

فيخرج وينظر الى السماء، فيستخفيهم البكاء، وينادي بعضهم بعضا، فيجتمع المتهجدون في كل مسجد بحضرتهم، وهم قبل ذلك قد كانوا يتواصلون ويتعارفون، فلا يزالون يتضرعون الى الله بقية تلك الليلة، والغافلون في غفلتهم، فاذا تم للشمس مقدار ليال، وللقمر مقدار ليليتن، أرسل الله اليهما بجبرئيل، فقال لهما: ان الرب أمركما أن ترجعا الى المغرب، فتطلعا منه، فانه لا ضوء لكما عندنا اليوم ولا نور.

قال: فيبكيان عند ذلك وجلا من الله عز وجل، فتبكي الملائكة لبكائهما، مع ما يخالطهم من الخوف، قال: فيرجعان الى المغرب، فيطلعان من المغرب، قال: فبينا الناس كذلك، اذ نادي مناد: ألا ان الشمس والقمر قد طلعتا من المغرب!!

فينظر اليهما الناس، فاذا هما أسودان كهيئتهما في حال كسوفهما، لا ضوء للشمس، ولا نور للقمر.

فذلك قول الله عز وجل: (اذا الشمس كورت) .

وقوله: (وخسف القمر) وقوله: (وجمع الشمس والقمر) .

قال: فيرتفعان ينازع كل واحد منهما صاحبه، حتى يبلغا سهوة السماء، قال: وهو منصفهما.

قال: فيجيبهما جبرئيل، فيأخذ بقرنيهما الى المغرب، فلا يغربهما في تلك العيون، ولكن يغربهما في باب التوبة.

فقال عمر بن الخطاب: بأبي وامي يا رسول الله، وما باب التوبة؟

قال: يا عمر، خلق الله خلف المغرب مصراعين من ذهب، مكللين بالجوهر للتوبة، فلن يتوب أحد من ولد آدم توبة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام