فهرس الكتاب
الصفحة 53 من 64

1:233- حدثنا العباس بن محمد الدوري، قال: نبا أحمد بن اسحاق الحضرمي، ونبا حمدان بن علي الوراق، قال: نبا مسلم بن ابراهيم، قال: نبا وهيب بن خالد، قال: نبا عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ذات يوم:

(قد فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه) .

وعقد مثل هذه، ثم ان وهيب أومأ بيده فعقد تسعين.

2:234- نبا أبوعيسي موسي بن هارون الطوسي، قال: نبا الحسن بن محمد المروذي، قال: نبا شيبان بن عبد الرحمن، عن قتادة في قوله عز وجل:

(حتى اذا فتحت يأجوج ومأجوج) .

قال: هما خليفتان جعل الله خروجهما علامة للساعة؛

(وهم من كل حدب ينسلون) .

قال: من كل كمة، ومن كل نحو يخرجون.

قال شيبان: ونبا قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن عمرو البكالي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال:

الملائكة عشرة أجزاء: فتسعة أجزاء الكروبيون الذين يسبحون الليل (والنهار) لا يفترون، (وجزءا واحدا الذين وكلوا بحراسة كل شيء، والملائكة) .

والانس والجن عشرة أجزاء: فتسعة أجزاء الجن، وجزءا واحدا الانس، واذا ولد واحد من الانس ولد معه تسعة من الجن.

والانس عشرة أجزاء: فتسعة أجزاء يأجوج ومأجوج، وجزءا واحدا سائر الانس.

3:235- وحدث عن حميد بن هلال، عن أبي الضيف، عن كعب، قال: يخرج يأجوج ومأجوج وذلك بعد قتل الدجال حتى يأتوا علي البحيرة، فيشرب أولهم الماء، ويلحس أوسطهم الطين، ويمر آخرهم فيقولون:

لقد كان هنا مرة ماء! قال: فيأتي الصوت عيسي بن مريم، فيقول: اللهم انه لا كفاء لنا، ولا طاقة (لن) بهم، فكفناهم بم شئت.

فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم، فيصبحون موتي كلهم.

ثم يبعث الله عليهم طيرا فيخطفهم، فترمي بهم الى البحر، وتمطر السماء، وتنبت الأرض حتى أن الرمانة الواحدة لتشبع السكن.

-قال أبوالضيف: وما السكن يا كعب؟ قال: أهل البيت - فبينا الناس كذلك اذ أتاهم الصريخ: ان ذا السويقتين الحبشي قد سار الى البيت الحرام ليهدمه، فيبعث عيسي طليعة (سبعمائة أو بين السبعمائة والثمانمائة حتى اذا كانوا ببعض الطريق بعث) الله عليهم ريحا يمانية طيبة، فيقبض (الله فيه) روح كل مؤمن ولو كان في جوف حجر.

قال: ثم انما مثل ذلك ومثل الساعة، كمثل رجل ينتج فرسا، فهو يقول:

تضع الآن! تضع غدا! فمن تكلف علم الساعة بعدها فهو متكلف، لا يعلم علم الساعة أحدا الا الله.

4:236- قال شيبان: وحدثنا قتادة، عن أبي سعيد الخدري؛ أن الناس يحجون، ويفتحون، ويعتمرون، ويغرسون بعد خروج يأجوج ومأجوج.

5:237- قال قتادة: وذكر لنا أن رجلا قال: يا رسول الله، قد رأيت السد، سد يأجوج ومأجوج؟ فقال: انعته لي؟ قال: هو كالبرد المحبر، طريقة سوداء وطريقة حمراء، فقال: قد رأيته.

6:238- قال شيبان: وحدثنا قتادة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة أن نبي الله قال:

ان يأجوج ومأجوج يحفرون السد كل يوم، حتى اذا كادوا يخرقونه، قال الذي عليهم: ارجعوا، فستفتحونه غدا.

قال: فيعيده الله أشد ما كان، حتى اذا بلغت مدتهم، أراد الله أن ينقبوه، حفروه، حتى اذا كادوا أن يخرقوه، قال الذي عليه: ارجعوا، فستفتحونه غدا ان شاء الله. واستثني، فيعودون اليه فيجدونه كهيئته حين تركوه بالأمس، فيخرقونه ويخرجون علي الناس، فيستقون المياه ويفر الناس منهم في حصونهم، فيرمون سهامهم الى السماء، فترجع مخضبة بالدماء، فيقولون: قهرنا أهل الأرض، وعلونا أهل السماء، قسوة وعتوا!

فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم، فيهلكهم به، حتى - والذي نفس محمد بيده - ان دواب الأرض لتسمن وتبطن، وتشكر شكرا من لحومهم.

-الشكر: هو الامتلاء، ولذلك يقول العرب لضرع الشاة شكرا شديدا، وهي ناقة شكري، وشاة شكري نهدا هو الصواب.

فأما ما يروي عن بعضهم بالسين في ذلك فانه تصحيف، فان ذلك انما يقال فيما أسكر من الخمر وغيرهما من الأشربة التي تذهب العقول، فليعلم ذلك.

7:239- أخبرنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي أيضا، قال: نبا علي ابن الحسن اللاني، قال: نبا عبد الله بن عصمة، عن حماد بن سلمة، عن قتادة بن أسلمة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنحوه، قال:

يرمون بسهامهم في السماء فترجع مخضبة بالدماء، فيقولون: قتلنا من في الأرض ومن في السماء! فيرسل الله عليهم النغف في أقفائهم فيقتلهم.

قال: النغف هو ما يخرج في مسفر البعير.

8:240- حدثني الحسن بن العباس بن أبي مهران، قال: نبا ابن عبد الرحمن الدشتكي، قال: نبا عبد الله بن أبي جعفر الرازي، عن أبيه، قال: نبا الربيع بن أنس، قال: نبا أبوالعالية الرياحي، قال:

بلغني أن يأجوج ومأجوج يزيدون علي الانس كلهم الضعف، وأن الجن يزيدون علي الانس الضعف، وأن يأجوج ومأجوج رجلان:

أحدهما اسمه (يأجوج) والآخر اسمه (مأجوج) .

هو لم يقل هذا القول الذي انقضي ذكره آنفا الا عن رواية سمعها، فأما أن يكون مما اخذ من التوراة، أو من غيرها، وقد نظرنا في ذلك، فاذا ذلك لا يبعد أن يكون صحيحا، فيكون هذان الاسمان لشخصين كالقديمين تعميرا ورئاسة، ثم يصير ذلك كالاسم الواحد للامة اليأجوجية والمأجوجية.

وأما الأخبار السنيدة، والتي ليست بسنيدة، فانها جاءت بخلاف ذلك، وذك علي لفظ الآية المنزلة.

ثم الذائع بيننا عن المفسرين أنهما اما صنفان يعودان الى تقارب في التصور والفعل، واما صنف واحد يختلفون في الطول والقصر فقط، وقد يقول الناس: لمن يسمي ثابتا (: ثابت) فاذا صغر، جمع بين التصغير وبين الصحيح، فقالوا: ثابت وثبيت، ويقولون لمن يسمي يأجوج خلاف مأجوج في الطول والقصر ونحو ذلك، لأننا قد سمعنا فيهم علي قدر الذراع، ودون ذلك فيما بين القامتين صارا كالصنفين، وان شملهما التقارب في الصورة واللون والفعل، والله أعلم.

9:241- حدثنا عبد الله (بن) أحمد (بن محمد) بن حنبل في كتاب العلل، قال: نبا يحيي بن سفيان، قال: نبا عبد الله بن يوسف، قال: نبا يحيي بن حمزة، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، أنه قال في خبر يأجوج ومأجوج:

انهم أربعمائة ألف امة، ليس منها امة تشبه الاخري.

قال الأوزاعي: وحدث عنده أن منهم ألفا، ومنا واحدا.

10:242- وقد روي سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم:

ان يأجوج ومأجوج امم، في كل امة أربعمائة امة،لا يموت الرجل منهم حتى يري ألف عين تطرف بين يديه من صلبه، وهم من ولد آدم، فيسيرون في خراب الدنيا. ويكون مقدمتهم في الشام وساقتهم بالعراق، يمرون بأنهار الدنيا فيشربونها، والفرات ودجلة وبحيرة طبرية، حتى يأتوا بيت المقدس، فيقولون: قد قتلنا أهل الأرض، فقاتلوا الآن أهل السماء!

فيرمون السهام الى السماء، فترجع سهامهم مخضبة بالدماء، فيقولون: قد قتلنا من في السماء!! ويكون عيسي بن مريم يومئذ والمسلمون بجبل طور سيناء، فيوحي الله الى عيسي أن أحرز عبادي بالطور وما يلي (ابله) فيرفع يديه عيسي، ويرفع المسلمون أيديهم، فيدعون الله عليهم.

فيبعث الله عليهم دابة يقال لها (النغف) فتدخل في مناخرهم، فيصبحون موتي من حاق الشام الى حاق المغرب حتى تنتن الأرض من جيفهم ونتنهم، فعند ذلك طلوع الشمس من مغربها.

11:243- حدثني هارون بن علي بن الحكم، قال: نبا محمد بن داود بن يزيد القنطري، قال: نبا آدم بن أبي اياس، قال: نبا شعبة، قال: نبا النعمان بن سالم، قال: سمعت نافع بن عاصم بن عروة بن مسعود يحدث عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أنه قال:

ان ليأجوج ومأجوج أنهارا، ويلعبون فيها ما شاؤا، وشجرا يلقمون منها، ونساء يجامعون ما شاؤا، ولا يموت أحدهم الا ورثه من ذريته ألف.

12:244- قال شعبة: وحدثنا عبيد الله بن أبي يزيد، قال: سمعت ابن عباس - ورأي غلمانا ينزوا بعضهم علي بعض - قال: هكذا يخرج يأجوج ومأجوج.

13:245- حدثنا سعدان بن نصر، قال: نبا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن زينب بنت أبي سلمة، عن حبيبة، عن امها ام حبيبة، عن زينب زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قالت: استيقظ النبي من النوم محمرا وجهه وهو يقول: (لا اله الا الله - قال ذلك ثلاث مرات - ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه) وحلق حلقة.

قلت: يا رسول الله أيهلك فينا الصالحون؟

قال: نعم، اذا كثر الخبث.

فيما ذكرنا في هذا الباب المنقضي كفاية مما تركنا من حديث يأجوج ومأجوج، فلنقطع ذلك، ولنذكر ما ذكر في غور المياه، مبينا في هذا الباب الذي قد وصلنا اليه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام