فهرس الكتاب
الصفحة 16 من 64

1:13- حدثنا أبوبكر محمد بن اسحاق الصاغاني قال: نبا حسان بن عبد الله المصري، قال: نبأ السري بن يحيي، عن أزهر بن ليسوم، قال: حدث هشام بن هبيرة، عن مطرف بن عبد الله هكذا، قال:

خرجت في نفر من أهل البصرة اريد بيت المقدس، فخرج معنا رجل لا نعرفه، فوجدناه خير الأصحاب، فجعل يسقينا من الماء، ويحتطب لنا، ويرعي ابلنا.

فلما قدمنا بيت المقدس تفرقنا لنفيض علينا من الماء، ونلبس ثيابا طاهرة، ثم دخلنا، واذا (كعب الأحبار) جالس وحوله ناس كثيرة، واذا صاحبنا ذلك جالس في جنبه تتلامس ركبتاهما.

فجاء رئيس أحبار اليهود ومن معه، وان منهم لمن قد رفع حاجبيه من الكبر، ومعهم تلك العصي السود يتوكأون عليها، فقال لكعب: انك كنت من علمائنا وخيارنا، وانا لنرك قد رغبت عن ديننا، فان كنت أبصرت شيئا لم نبصره فأخبرنا، وان كنت انما طلبت الدنيا فاتق الله، فان الدنيا ذاهبة.

فقال كعب للقوم: هل فيكم من يكلم هؤلاء القوم؟

فقال صاحبنا ذلك: أنا كلمهم، فقال: قم اليهم.

فانطلق الى رحله، فجاءه بصحف، فوضعها في حجر رجل منهم شاب، فجعل يقرأ، وجعلوا يبكون حتى اذا أتي علي ذكر الاسلام، ذكر (محمد) صلى الله عليه وآله وسلم صاح، ثم رمي المصحف، فأخذه الرجل وضمه اليه، وقال له: أعده علينا!

فقال: لا أفعل، لأنكم عمدتم الى كتاب الله عز وجل فنبذتموه.

قال: فما زالوا يطلبون حتى قال: لا أفعل ذلك الا وهو في حجري.

فقالوا له: نعم.

فوضعه في حجره، وجاء الرجل فجعل يقرأه، وجعلوا يبكون حتى اذا أتي علي ذكر الاسلام، وذكر محمد صلى الله عليه وآله وسلم قاموا فقطعوهما بينهم من قبل آخرهم، فأسلموا كلهم.

قال: فقلت: أخبرنا ما هذا المصحف؟

فقال: أما تذكرون يوم فتحت السوس، فان رجلا جاء فاشتري مصحفا لدانيال عليه السلام بعشرين درهما، فأنا ذلك الرجل، وهذا ذك المصحف.

2:14- وقد اخبرت عن ابراهيم بن سليمان بن حنان بن مسلم بن هلال الهمداني، عن الحسين بن حماد القيسي، أنه حدثهم، قال: حدثنا عبد الله بن ميمون القداح، عن جعفر بن محمد، عن أبي حازم، عن حكيم بن حزام، أنه قال:

لما بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم رحلت من المدينة تاجرا الى بلاد قيصر، أنا ونفر من قريش، وفينا امية ابن أبي الصلت الشاعر، فلما قدمنا الاسكندرية، وبها قيصر، علم بنا، فبعث الينا، فأتيناه، فلما دخلنا عليه سألنا: من أين أنتم؟

قلنا: رجال من قريش، من أهل مكة.

قال: أخبروني عن رجل يقال له (محمد) ظهر بمكة يزعم أنه نبي، فهل تعرفونه؟

قلنا: نعم نعرفه باسمه، وباسم أبيه، ونسبه، وهو سيد من سادات قريش يسمي الأمين، لصدق لهجته.

فقال لنا: ان رأيتم صورته في بلادي تعرفونه؟ قلنا: نعم.

فأخذ مفاتيح من تحت رأسه، ثم قام وأمرنا أن نقوم معه، فقمنا معه حتى انتهينا الى سفينة في البحر، فدخل ودخلنا معه، فسرنا حتى قدمنا مدينة، ثم خرجنا من السفينة، فأقمنا يومنا، فلما أصبحنا دخلنا عليه، فلما نظر الينا أخذ تلك المفاتيح من تحت رأسه، ثم قال: مروا معي.

فمررنا معه حتى أتي كنيسة عظيمة، ففتحها، فنظرنا فيها الى صورة لم نر صورة قط مثلها، فقال: انظروا هل تعرفون صاحبكم في هذه الصور؟ قلنا: لا.

فقال لنا: هذه صورة أبيكم آدم، وهذه صور الأنبياء من ولده رجلا رجلا منهم، مكتوب فوق رأسه اسمه، وحليته، ومبعث زمانه، وكم يبقي في امته، ومن يملك امته من بعده رجلا رجلا بأسمائهم وحلاهم وأفعالهم في البلاد والعباد، وقد صدقتم ليس فيها صورة محمد؛

ثم فتح كنيسة اخرى فيها أبواب لا تحصي مفتوحة الى تلك الكنيسة، فاذا فيها صورة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وصورة رجل عن يمينه، وصورة رجل عن يساره، ورجل مصور بين يديه، سالا سيفه، فقال لنا: تعرفون هذا؟

قلنا: هذه صورة محمد بن عبد الله بن عبد المطلب.

فقال لنا: صدقتم، فاذا مكتوب فوق رأسه، تاريخ مولده، ومبعث زمانه في الحرم كما نجده مكتوبا في الكتب.

ثم قال لنا: تعرفون الذي عن يمينه مصورا؟ قلنا: نعم هذا رجل من قريش من بني تيم، يقال له: (عبد الله بن عثمان) ويكني (أبابكر) .

فقال: صدقتم هذا نجده فوق رأسه مكتوبا.

قال: فمن الذي عن يساره؟ قلنا: رجل من قريش من بني تيم عدي بن كعب، يقال له: (عمر بن الخطاب) . قال: صدقتم هكذا نجده فوق رأسه (مكتوب) .

قال: فمن الذي هو مصور بين يديه؟

قلنا: هذا ابن عمه يقال له: (علي بن أبي طالب) رضي الله عنه.

قال: صدقتم، هكذا نجده مكتوبا باسمه، وقرابته منه، يرد عنه، ويقاتل بين يديه علي دينه حتى يقتل أهل بيته الا من دخل في دينه هكذا نجد، و (هو) وزير.

هذا النبي الذي بشرنا به عيسي بن مريم.

(و) نجد بقاء هذا النبي منذ يوم ينزل عليه (الوحي) الى أن يقبضه الله اليه عشرين دارا وثلاثة أدور.

-قال أبو اسحاق ابراهيم بن سليمان: الأدور: السنين -.

وينزل عليه الوحي مما يكون في امته من كل شدة ورخاء، ومن يملك بعده، ثم يقبضه الله اليه، فيملك من بعده هذا الرجل الأيمن من بني تيم، قليلا بقاؤه.

ثم يملك من بعد هذا الأيسر من بني عدي، علي يديه يذهب ملك كسري، يقتل مقاتلته، ويأخذ ملكه وخزائنه، وعلي يديه تخرج الروم (من) البلاد المقدسة حتى يدخلهم من وراء هذا الجبل، ويأخذ المدائن المقدسة من يدي الروم، تقتله امة هذا النبي، فاذا قتل نجدهم يختلفون أياما، ثم يجتمعون علي رجل، نجده موصوفا في الكتاب، لا نجد له صورة، تقتله امة هذا النبي، فاذا قتل ذلك نجد أن امة محمد يختلفون من بعده حتى يصيروا أحزابا، يقتل بعضهم بعضا الى أن يقتل هذا الرجل المصور بين يديه، نجده أقرب الثلاثة من هذا النبي لأنه من آله، نجده يقتل في أرض (بابل) فاذا قتل صارت امة هذا النبي فيه وفي ولده أحزابا، هكذا نجده في كتاب (دانيال) .

ثم يصير الملك الى رجل من قريش مصور بحيلته ومكيدته ومكره، وهو أول من يتخذ هرقلا، ولم تكن الهراقلة في الامم السوالف، نجد هذا الهرقل الميشوم - (قال) أبو اسحاق: الهراقلة: أولياء العهود - أول من يقتل من أهل بيت هذا النبي رجلا يعرفه باسمه وحليته، موصوفا في التوراة والانجيل، وكتاب دانيال، ألا فالويل لقاتله، والمعين علي قتله، والويل لقوم يقتل بينهم وبين ظهرانيهم وما يحل بهم من أنواع البلاء اذا بلغ الكتاب أجله من سفك الدماء والسبي من رايتين تحثان: فراية من المشرق، وراية من المغرب.

نجد أنه لا يزال الملك في آل هذا النبي حتى يملك منهم رجل رأس مائة سنة من سنين هذا النبي، ينزل قرية يقال لها (طابا) نجده يعدل في امته، ثم الويل لامة هذا النبي من بعده، لا يزالون يملكون حتى يقتلوا رجلا ملكا، فاذا قتلتوه ملك منهم رجل يختم الله ملكهم به، وهو مشئوم ملعون يمثل في امة هذا النبي المثلات.

نجد أن الله لا يعطي الملك أحدا في الأرض عمل فيها بالمعاصي.

و (ما من امة من) الأمم السوالف قتلوا امامهم، واختلفوا، وتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتركوا الكتاب والسنة، الا نزع الله ملكهم حتى يصير في غيرهم، ويبعث الله عليهم من ينتقم منهم بما كسبت أيديهم.

وهكذا نجده يفعل الله بهم براية تخرج من قبل اقليم المشرق حتى ينزعوا الملك منه، ويجعلوه في قرابة هذا النبي بعد ثمانين من بعد المائة، حتى يملك منهم خسمة؛.

ثم يختلفون، فاذا اختلفوا لم تجتمع عليهم امة هذا النبي، كلما وضعت راية رفعت اخرى مع بلاء يكون بينهم الى خروج راية من قبل المغرب؛

ثم خروج راية من الأرض المقدسة، عندها يبعث الله عليهم نقمة، كما نقموا علي من كان قبلهم.

فابتنوا المنازل في ذلك الزمان بأرض بابل.

ثم قال لنا: اذا رجعتم الى مكة، فادخلوا في دين هذا النبي العربي الامي، فان الله لم يبعث نبيا الا أمره أن يؤمن بالله وبهذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأنزل في كل كتاب اسمه وصورته، وما كرمه الله (به) ، وصفة امته، فادخلوا في دينه، فان دينه سيغلب الأديان كلها حتى يدخلوا هذه المدينة، وحتى يخربوا هذه الكنيسة، وما ترون فيها من صور الأنبياء عليهما السلام.

قال: هل تدرون منذ كم صورت هذه الصور؟ قلنا: لا.

فقال لنا - وحلف بالنصرانية-: لقد صورت هذه الصور منذ كثر من ألف سنة. قال: ثم فتح صندوقا، ثم أخرج الينا سفطا، فوضعه بين يديه، ثم أمر بفتحه، ثم أخرج منه كتابا قدر ما يحمله رجل. فقال: أتدرون ما في هذا الكتاب؟ قلنا: لا.

فقال: هذا كتاب (دانيال) عليه السلام فيه علم الاولىن وعلم الآخرين من لدن نوح الى أن يبعث نبيكم هذا، وأسماء الأنبياء، كل نبي بعثه الله؛

ومن يملك من بعده رجلا رجلا بأسمائهم، وحلاهم، وعدلهم وجورهم - مكتوبا موصوفا في هذا الكتاب بزمانهم وسننهم وكل امة جعلها الله نكالا - ونكال من هلك منهم، والبقاع التي يملكون فيها، وما يكون في زمان كل ملك منهم الى أن تفني امته حتى هذا النبي.

ولو لا ملك النصرانية لخرجت حتى ألقاه، وأدخل في دينه لما أعرف مما كرم الله به هذا النبي الذي بعث فيكم.

ثم فتح صفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك الكتاب، فقال: نجده كرم الأنبياء علي الله، ونجد امته كرم الامم علي الله، ثم قال: نجده يبعث يوم القيامة أول النبيين، ولو لا ما أنا فيه من ملك النصرانية، وبغضهم لهذا النبي لا تبعته، ودخلت في دينه لما رأيت في الكتب ذكر ما فضل الله به هذا النبي، وما فضل به امته علي الامم، فاذا قدمتم مكة، فادخلوا في دينه.

ثم وصف كل ملك ملك من بعده الى نزول عيسي بن مريم عليه السلام من السماء الى الأرض، ثم أخرج لنا صورا من لدن آدم الى صورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فنظرنا اليها، ثم قال:

لو لا ما أنا فيه من شغل بملكي هذا لقرأت عليكم ما هو كائن في امة محمد ومن يملك من بعده ملكا ملكا بأسمائهم وحلاهم وعدلهم وجورهم.

قال حكيم بن حزام: فقلت له: أيها الملك لقد رأينا عجبا، وحدثتنا بالعجب، هذا كتاب لكم أو علم عندكم؟

فقال: بل هو علم عندنا، ورثناه، وهو كتاب (دانيال) فيه جميع العلم، فاذا رجعتم الى بلادكم، فاخبروا بما رأيتم من نعت هذا النبي الذي بعث فيكم.

ثم خرجنا من تلك السفينة، وأدخلنا معه في سفينة حتى قدمنا الاسكندرية، فأقمنا بها حتى فرغنا من تجارتنا، ثم دخلنا عليه فأخبرناه أنا نريد أن نخرج.فقال: اذا قدمتم فاحفظوا وصيتي، وأخبروا نبي الله بما أخبرتكم.

قال: فقلنا له: نعم. قال: ادخلوا في دينه، فانكم ان لم تدخلوا في دينه قتلكم.

فخرجنا من عنده، فلما قدمنا المدينة سمعنا بما قد اجتمع اليه من الناس، فأتينا مكة، فأسلمنا، ثم أخبرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما رأينا، وما قرأ علينا.

فقال عبد الله بن سلام: يا رسول الله! نعم، هو عندهم في كتاب (دانيال) .

3:15- أخبرنا أبو يعلي أحمد بن علي بن المثني التميمي، قال: نبا هدبة ابن خالد قال: نبا همام بن يحيي، قال: نبا قتادة، عن زرارة بن أوفي، عن مطرف ابن مالك أنه شهد فتح (تستر) مع أبي موسي الأشعري، قال: فأصبنا كتاب (دانيال) بالسوس في بحر من صفر وكان أهل السوس اذا استنوا - يعني اذا أصابتهم سنة جدبة - أخرجوه فاستسقوا به.

قال: وكان معنا أجير نصراني يقال له (نعيم) فقال لنا: أتبيعوني هذه الربعة وما فيها؟ فقلنا: نعم الا أن يكون فيها ذهب أو ورق أو كتاب الله.

قال: فان فيها كتاب الله.

ثم ذكر كلاما فيه طول، فلم نكتبه هاهنا، قال مطرف بن مالك: ثم بدالي أن آتي بيت المقدس، فبينما أنا في بعض المنازل، اذ أنا بنعيم، فقلت له:

يا نعيم! ما فعلت نصرانيتك؟ فقال لي: قد عتقت بعدك.

قال: ثم أتينا دمشق، فلقينا (كعب الأحبار) ثم انطلقنا ثلاثتنا حتى أتينا بيت المقدس، فسمعت اليهود بنعيم وكعب، فاجتمعوا، فقال كعب:

ان هذا كتاب قديم، وانه بلغتكم، فاقرأوه.

فقرأه قارئهم، فأتي علي مكان فيه ذكر الاسلام، فذكر محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضرب به الأرض، فغضب (نعيم) وأخذ الكتاب فقبله، وقال:

ان هذا كتاب قديم، ولست أترككم تقرأونه. فقالوا: انه فعل بهذا الكتاب ما قد فعل، وذلك غير مؤامرة منه لنا، فما زالوا يطلبون اليه حتى قال لهم:

فاني أمسكه في حجري فتقرأونه. فأمسكه في حجره، وجعل قارئهم يقرأ حتى أتي علي المكان الذي فيه (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) .

قال: فأسلم منهم اثنان وأربعون حبرا، وكان ذلك في خلافة معاوية، فبلغه، ففرض لهم وأعطاهم.

4:16- قال همام بن يحيي: وحدثني بسطام بن مسلم أن معاوية بن قرة المزني، حدثهم: انهم تذكروا ذلك الكتاب فمر بهم (شهر بن حوشب) فقال: علي الخبير سقطتم، ان كعبا لما احتضر، قال:

ألا رجل أئتمنه علي أمانة يؤديها؟ فقال رجل: أنا.

فدفع اليه ذلك الكتاب، وقال له: اركب البحيرة، فاذا بلغت مكان كذا وكذا، فاقذفه في الماء، فخرج الرجل من عند كعب، فقال: هذا كتاب فيه علم من علم كعب، ويموت كعب فأضعه في أهلي، فاذا أتيت كعبا أخبرته، أني فعلت الذي أمرتني به.

قال: فأتي كعبا، فقال له: ما صنعت؟ قال: قد فعلت الذي أمرتني به.

قال كعب: فما رأيت؟ قال: لم أر شيئا، فعلم كعب أنه قد كذبه ذلك الرجل، فلم يزل كعب يناشده، ويطلب اليه حتى رد عليه الكتاب، فلما أيقن كعب الموت، قال: ألا رجل أئتمنه علي أمانة يؤديها؟ قال رجل - من بني عمنا قد كنا نأتيه للفقه والورع: أنا.

فدفع اليه الكتاب، وقال له: اركب البحيرة، فاذا بلغت مكان كذا وكذا، فاقذفه في الماء. فركب السفينة هو وأصحاب له، فلما أتي ذلك المكان، ذهب يفذفه في الماء، فانفرق له البحر حتى رأي جديد الأرض، فقذفه، وهاجت ريح شديدة، ودارت السفينة حتى خشوا الغرق، ثم استقامت بهم، فأتي كعبا، فقال له: ما صنعت؟

قال: فعلت الذي أمرتني به. فقال: ما رأيت؟ فأخبره بالذي رأي، فعلم كعب أنه قد صدق، فقال كعب: أما التوراة فانها كما أنزلها الله تعالى علي موسي، ما غيرت ولا بدلت، ولكني خشيت أن يتكل علي ما فيها، ولكن قولوا (لا اله الا الله) ولقنوها موتكم.

5:17- حدثنا أبوالعباس عبيد الله بن (جعفر بن) محمد بن أعين، قال: نبا اسحاق بن أبي اسرائيل ابراهيم المروزي، قال: حدثني محمد بن منيب العدني أبوالحسن، قال: حدثنا السري بن يحيي، قال: نبا قتادة، قال:

لما افتتح أبوموسي الأشعري السوس، وجد فيها جسد دانيال.

قال: السري: فقال أبو جعفر: وجدوه في أبرن من حجارة.

قال قتادة: فالتزمه أبوموسي وقبله، وقال: دانيال ورب الكعبة.

قال: ووجد الى جنبه مالا موضوعا، وقال: من شاء فاستقرض منه الى أجل، فان رده الى ذلك الأجل، والا برص.

قال: وكتب أبوموسي بأمر دانيال الى عمر بن الخطاب؛

فكتب اليه عمر أن كفنه وصل عليه، وادفنه كما دفنت الأنبياء، واغد الى ذلك المال، فاجعله في بيت مال المسلمين.

قال: فكفنه أبوموسي في قباطي مصر بيض وصلي عليه، ودفنه.

6:18- حدثنا العباس بن محمد الدوري، قال: نبا أبويحيي الحماني - واسمه عبدالحميد بن بشمين - قال: نبا بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي موسي الأشعري، أنه أصاب جسد دانيال، فوجد عليه خاتما، عليه نقش الأسد.

7:19- بلغني عن حبان بن هلال البصري، قال: أخبرني مهدي بن ميمون، قال: نبا واصل مولي أبي عيينة، قال: سمعت محمد بن سيرين، يقول:

بلغني أن دانيال انزل عليه الوحي وهو ابن سبع سنين.

8:20- أخبرني أبوالحسن عبيد الله بن ثابت الحريري بن خازم الكوفي، قال: نبا عبد الله بن سعيد أبوسعيد الأشج الكندي، قال: نبا أبو اسامة، عن عبد الله ابن عون، عن ابراهيم النخعي مرسلا، قال:

بلغ عمر بن الخطاب أن رجلا كتب حديث دانيال، فكتب اليه أن أئتني. قال الرجل: فأتيته ولا أدري لم بعث الي، فقرأ أول سورة يوسف: (الر تلك آيات الكتاب المبين - انا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون - نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا اليك هذا القرآن وان كنت من قبله لمن الغافلين) .

ثم أخذ بيدي فجعل يضربها بالدرة، ويقول: أقصص أحسن من كتاب الله؟! يريد أقصص أحسن من الكتاب تريد؟! فعرفت ما أراد، فقلت له:

والله يا أمير المؤمنين لأمحونه. قال: فتركني.

فلنكتب الآن آخر كتاب دانيال، لأن فيه ذكر ما هو كائن من فتنة السفياني، والحسني وغيرهما، وفتنة الدجال والدابة وما بينهما علي ما في النسخة، ولو لا أني أحببت اطابة أنفس النظار في كتابنا بما ذكر منه دانيال، لما ذكرت ما ذكر عنه في هذه النسخة، لأن الذي فيه قد أبر في الأخبار المعروفة، ولكنني لم أجد بدا من ذلك لما ذكرت من العلة التي أصارتنا الى ذكر ذلك.

فلنكتب ذلك علي هيئته في هذا الفصل الذي قد بلغنا اليه، وبالله التوفيق.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام