فمن ذلك قوله عز وجل: (قالوا يا ذاالقرنين ان يأجوج ومأجوج مفسدون) الى آخر القصة.
وقوله: (حتى اذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون) .
وقوله: (واذا وقع القول عليهم - يقول: اذا وجب العذاب عليهم - أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم) الآية.
وقوله: (يوم يأتي بعض آيات ربك - يعني طلوع الشمس من مغربها - لا ينفع نفسا ايمانها) الآية.
وقوله: (حم - عسق) قيل: ان العين لكل اجتماع، والقاف لكل فرقة، وفي ذلك خطب يأتي في أضعاف هذا الكتاب ان شاء الله تعالى.
وقوله: (أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون) .
وقوله: (ولا يزالون مختلفين - الا من رحم ربك) الآية.
وقوله: (يوم تأتي السماء بدخان مبين) .
1:2- قال قتادة: كان ابن مسعود يقول:
قد مضي الدخان، وكان سني كسني يوسف عليه السلام فأصاب الناس فيها جهد وجدب حتى كان الانسان يري كأنما بينه وبين السماء كهيئة الدخان - يعني من الغبار الذي تثيره الريح - فكان ذلك عذابا عذب الله به من خلقه.
2:3- قال قتادة: وكان الحسن يقول: يهيج الدخان بالناس، فأما المؤمن فتأخذه كالزكمة، وأما الكافر فينفخه حتى يخرج من كل مسمع منه.
وقوله: (فقد كذبتم فسوف يكون لزاما) .
3:4- قيل: ان اللزام كان يوم بدر.
وقوله: (ولا يزالون مختلفين - الا من رحم ربك) .
4:5- قال قتادة: أما أهل رحمة الله فانهم أهل الجماعة وان تفرقت جثثهم وبدانهم، وأما أهل معصية الله تعالى فانهم أهل فرقة، وان اجتمعت جثثهم وأبدانهم.
وأما قوله: (ولذلك خلقهم) فانه يعني خلقهم للرحمة والعذاب. وقوله: (وما نرسل بالآيات الا تخويفا) .
5:6- قال قتادة: ان الله تبارك وتعالي خوف الناس بما شاء من آياته لعلهم يهتدون ويذكرون ويرجعون.
وقال: وذكر لنا أن الكوفة رجفت علي عهد عبد الله بن مسعود، فقال:
يا أيها الناس ان ربكم عز وجل يستعتبكم فاعتبوه.
وأما قوله: (والشجرة الملعونة في القرآن) .
6:7- فانها هي شجرة الزقوم خوف الله بها عباده.
وقوله: (ولنذيقنهم من العذاب الأدني دون العذاب الكبر) .
7:8- قال: العذاب الأدني ما حدث من مصائب الدنيا وأوجاعها، وأما العذاب الكبر فانه القيامة.
قال قتادة: وحدث مجاهد، عن ابي (بن) كعب: ان العذاب الأدني يوم بدر، والعذاب الكبر يوم القيامة.
قال قتادة: (لعلهم يرجعون) لعلهم يتوبون.
قد تركنا كتب آيات كثيرة من هذا النوع كفعلنا في النوع الذي قبله، فبعض ذلك من الملاحم والفتن، وبعضه في مصائب الدنيا مما سوي ذلك.