فهرس الكتاب
الصفحة 40 من 64

1:150- نبا جدي ومحمد بن اسحاق أبوبكر الصاغاني، قالا: نبا روح بن عبادة القيسي، قال: نبا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب أن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول:

ان الدجال خارج، وهو أعور، عينه الشمال عليها ظفرة غليظة، وأنه يبرئ الكمه والأبرص، ويحيي الموتي، ويقول للناس: أنا ربكم الأعلي! فمن قال: أنت ربي، فقد فتن، ومن قال: ربي الله حتى يموت علي ذلك، فقد عصم من فتنته، ولا فتنة عليه ولا عذاب، فيلبث في الأرض ما شاء الله.

ثم يجيء عيسي بن مريم من قبل المغرب، مصدقا لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلي ملته، فيقتل الدجال، ثم انما هو قيام الساعة.

2:151- ويروي عن محمد بن الحنفية أبي القاسم رضي الله عنه أنه قال: بين خروج السواد من خراسان، وشعيب بن صالح، وخروج المهدي، وبين أن يسلم الأمر للمهدي، اثنان وسبعون شهرا.

3:152- وروي اب لهيعة، عن أبي قبيل: يملك رجل من بني هاشم فيقتل بني امية، فلا يبقي منهم الا اليسير، لا يقتل غيرهم.

ثم يخرج رجل من بني امية، فيقتل بكل رجل رجلين، حتى لا يبقي الا النساء، ثم يخرج المهدي.

4:153- حدثنا هارون بن علي بن الحكم، قال: نبا زهير بن محمد، قال: نبا عبدالرزاق، عن معمر (عن) ابن طاووس، قال:

لما قدمت (الحرورية) علينا، هرب أبي رحمه الله منهم، فلحق بمكة، فلقي ابن عمر، فقال له: قدمت الحرورية ففررت منهم، ولو أدركوني لقتلوني.

فقال له: لو قاتلتهم لتغالب لغلبتهم.

5:154- (عن علي عليه السلام قال: ستكون فتنة يحصل الناس منها كما يحصل الذهب في المعدن، فلا تسبوا أهل الشام وسبوا ظلمتهم، فان فيهم الأبدال، وسيرسل الله سيبا من السماء فيغرقهم حتى لو قاتلتهم الثعالب لغلبتهم) .

ثم يبعث الله من عترة رسوله رجلا معه اثنا عشر ألف مقاتل، أو خمسة عشر ألف مقاتل، فيتفرقون علي ثلاث رايات، شعارهم (أمت، أمت) يقاتلهم ستة أيام، ليس من صاحب راية من اولئك الثلاثة الا ويطمع في الملك فيقتتلون ويهزمون.

ويظهر الهاشمي الذي من عترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيردهم الله الى الفتهم ونعيمهم، فلا يزالون كذلك حتى يخرج الدجال.

6:155- وقد روي الحكم بن أبان، عن أبي المليح بن اسامة، عن حذيفة بن اليمان، قال:

يكون في آخر الزمان ثلاث فتن: الحرشا، والبرشا، والصليم؛

فأما الحرشا: فتكون في خلافة ولد العباس، سفك وأخذ الأموال بغير حق.

وأما البرشا: فتكون في عهد رجل منهم لا يرقب في مؤمن الا ولا ذمة، ان استرحم لم يرحم، وان قدر لم يغفر، همته جمع الأموال، يسير بالناس سيرة رديئة، ثم يموت، ثم يملك شاب أهوج العقل، قليل البقاء، ثم يموت، ثم يملك بعده قليل البصر بامور الناس، ثم يملك بعده آخر لا خير فيه، ثم يملك بعده آخر ليس له هم الا اللهو، ثم يموت أو يقتل، ثم يقع الاختلاف.

ثم يقوم رجل منهم، فيدعو لنفسه، معه عصابة سوء، وأعوان ظلمة، فان الناس يومئذ يتمنون الموت من شدة البلاء الذي ينزل بهم، فينتهي الى مدينة يقال لها (الزوراء) مما يلي الشرق، فيعمل أصحابه فيها ما لم يعمله أحد من قبل الظلم والقتل والفجور، فكم من بكية علي ولدها، واخري بكية علي زوجها، واخري بكية علي استحلال فرجها.

فبينا هم علي ذلك من العدوان والظلم، اذ أتاهم قوم من قبل المغرب، يدعون قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يزعمون أنهم أحق الناس بالخلافة، فيثور معهم لفيف من الناس، فيبعث الله عليهم بعوثا من قبل داعية ولد العباس: فيقاتلوهم، فيظفرون بهم ويكشفونهم حتى لا يبقي منهم باقية؛

ثم يكون بينهم اختلاف، فيدعون الى رجلين من ولد العباس: فرقة تدعو الى أحدهم، وفرقة تدعو الى الآخر، حتى يقتل الذي بالمشرق صاحب المغرب، فاذا قتل سكنوا وصاروا مع الآخر.

وهذا فيكون الناس في زمانه في شدة وغلاء، ثم يموت أو يقتل.

وأما الصيلم: فقوم يخرجون من المغرب، يضربون الحق بالباطل، ويدعون الى رجل من قريش، سيماهم ودعواهم الى النكرة، يطلبون ولد العباس، فمن أدرك ذلك الزمان فليكن حلسا من أحلاس بيته، وهو زمان السفياني، فلا يزال الناس كذلك حتى يخرج (محمد بن عبد الله الحسيني المهدي) من بلاد اليمن، فيبايع له بين المقام وزمزم، يخرج أربعين رجلا، عليه عباوان قطوانيان، ثم انه يسير الى الشام، فيقتل السفياني، ثم انه يسير في بلاد الروم بأصحابه، فيفتح باذن الله (قسطنطينية، وعمورية، ورومية) فيفترعون بنات الاصفر، وينصدع له حائط رومية عن مال عظيم، كهيئة الرمل كثرة، فيقتسمونه بالترسة.

فبينا هم كذلك اذ أتاهم الخبر أن الدجال قد خرج، فيتركون ما في أيديهم، وينحازون اليه، فعند ذلك ينزل المسيح عيسي بن مريم، فيقتل الدجال.

وفي رواية الأعمش، عن خيثمة بن عبد الرحمن أن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال:

ليخرجن رجل من ولدي، عند اقتراب الساعة حتى تموت قلوب المؤمنين، كما تموت الأبدان، لما لحقهم من الضر والشدة في الجوع والقتل، وتواتر الفتن والملاحم العظام، واماتة السنن، واحياء البدع، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيحيي الله بالمهدي (محمد بن عبد الله) السنن التي قد اميتت، ويسر بعدله وبركته قلوب المؤمنين، وتتآلف اليه عصب من العجم، وقبائل من العرب، فيبقي علي ذلك سنين ليست بالكثيرة، دون العشرة.

ثم يموت، فيعود بعده الجوع والفتن والشدائد، فطوبي لمن مات في زمانه، والويل لمن عاش بعد زمانه، لأن الناس يلحقون بالأرض، فبعض ينتهي الى الروم، وبعض ينتهي الى بلاد الخزر، وبعض يهرب الى بلاد الزنج، والي بلاد الحبش، وهو زمان الدجال الكبر.

ولنذكر الآن في هذا الفصل ملحمة الدجال، وفتنته، وبالله التوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام