فهرس الكتاب
الصفحة 56 من 64

1:252- حدثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري، قال: نبا الطنافسي أبو يوسف يعلي بن عبيد، قال: نبا أبو حيان التيمي - تيم الرباب - عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، قيل:

جلس ثلاثة نفر الى مروان بالمدينة، فسمعوه يحدث في الآيات أن أولها خروج الدجال، فانصرفوا من عنده، فجلسوا الى عبد الله بن عمرو بن العاص، فحدثوه بما سمعوا من مروان في ذلك، فقال عبد الله بن عمرو:

ان مروان لم يقل شيئا، قد حفظت أولها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حديثا لم أنسه بعد، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في الآيات:

ان أولها خروجا طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة علي الناس ضحي، فأيتهما كانت قبل صاحبتها، فالاخرى علي أثرها قريبا.

ثم قال عبد الله - وكان يقرأ الكتب: فأظن أولها خروجا طلوع الشمس من مغربها، وعادتها أنها اذا غربت أتت تحت العرش، فسجدت فتستأذن في الرجوع،

(فيأذن لها في الرجوع) ، فاذا أراد الله أن تطلع من مغربها استأذنت في الرجوع، فلا يرد عليها شيء، فاذا ذهب من الليل ما شاء الله أن يذهب، وعرفت أن لو أذن لها في الرجوع لم تدرك المشرق، قالت: رب ما أبعد المشرق! رب من لي بالناس! فاذا صار الافق كالطوق، استأذنت في الرجوع، فيقال لها: اطلعي من مكانك.

فتطلع علي الناس من مغربها، ثم تلا عبد الله بن عمرو هذه الآية:

(يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا) . ،

وقد رواه عن ابن حيان جماعة، منهم اسماعيل بن علية، وفي حديث حذيفة بن اليمان، وحذيفة بن اسيد الغفاري المسندين، أن طلوع الشمس من المغرب أول الآيات، كذلك جاءت الرواية عن ابن مسعود أنها أول الآيات، وأنها اذا طلعت كذلك ضمت الأعمال لانغلاق باب التوبة حينئذ.

2:253- حدثني الحسين بن الحباب بن مخلد، قال: نبا أبوهشام محمد بن زيد الرافعي؛

ثم حدثني أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة، قال: نبا علي بن المنذر الطريقي، قال: نبا محمد بن الفضيل، قال: نبا عمارة بن القعقاع (قال: خطبنا علي بن أبي طالب عليه السلام، فحمد الله وأثني عليه ثم قال: سلوني أيها الناس قبل أن تفقدوني) يقولها ثلاث مرات -.

فقام اليه صعصعة بن صوحان العبدي، فقال: يا أمير المؤمنين! متي يخرج الدجال؟ فقال: مه يا صعصعة! قد علم الله مقامك، وسمع كلامك، ما المسؤول (عنه) بأعلم من السائل، ولكن لخروجه علامات وأسباب، وهيئات، يتلو بعضهن بعضا حذو النعل بالنعل في حال واحد، ثم ان شئت أنبأتك بعلامته، يا صعصعة.

فقال: عن ذك سألتك يا أمير المؤمنين.

قال: فاعقد بيدك، واحفظ ما أقول لك:

اذا أمات الناس الصلوات، وأضاعوا الأمانات، وكان الحلم ضعفا، والظلم فخرا، وامراؤهم فجرة، ووزراؤهم خونة، وأعوانهم ظلمة، وقراؤهم فسقة، وظهر الجور، وفشي الربا، وظهر الزنا، وقطعت الأرحام، واتخذت القينات، وشربت الخمور، ونقضت العهود، وصنعت العمات.

وتواني الناس في صلاة الجماعات، وزخرفوا المساجد، وطولوا المنائر، وحلوا المصاحف، وأخذوا الرشا، وكلوا الربا، واستعملوا السفهاء، واستخفوا بالدماء، وباعوا الدين بالدنيا؛

واتجرت المرأة مع زوجها حرصا علي الدنيا، وركب النساء المنابر، وتشبهن بالرجال، وتشبه الرجال بالنساء، وكان الاسلام بينهم علي المعرفة، وشهد شاهدهم من غير أن يستشهد، وحلف من قبل أن يستحلف.

ولبسوا جلود الضأن علي قلوب الذئاب، وكانت قلوبهم أمر من الصبر، وألسنتهم أحلي من العسل، وسرائرهم أنتن من الجيف، والتمسوا النفقة لغير الدين، وانكر المعروف، وعرف المنكر؛

فالنجا النجا، والوحا والوحا، نعم المسكن حينئذ (عبادان) النائم فيها كالمجاهد في سبيل الله، وهي أول بقعة آمنت بعيسي عليه السلام، وليأتين علي الناس زمان يقول أحدهم: يا ليتني تبنة في لبنة من بيت من بيوت عبادان.

قال: فقام اليه الأصبغ بن نباتة، فقال: يا أمير المؤمنين ومن الدجال؟

فقال: ألا ان الدجال (صائد بن صائد) الشقي من صدقه، والسعيد من كذبه، ألا ان الدجال يطعم الطعام، ويشرب الشراب، ويمشي في الأسواق، والله عز وجل يتعالي عن ذلك.

ألا ان الدجال طوله أربعون ذراعا بالذراع الأول، تحته حمار أقمر، طول كل اذن من اذنيه ثلاثون ذراعا، ما بين حافر حماره الى الحافر الآخر مسيرة يوم وليلة، تطوي له الأرض منهلا منهلا.

يتناول السحاب، ويسبق الشمس الى مغربها، يخوض البحر الى كعبيه، أمامه جبل دخان، وخلفه جبل أخضر، ينادي بصوت له، يسمع به ما بين الخافقين:

الي أوليائي الى أحبائي، فأنا الذي خلق فسوي، والذي قد فهدي، أنا ربكم الأعلي!!

كذب عدو الله، ليس ربكم كذلك، فانه أعور ممسوح، وان ربكم ليس بأعور، ألا ان الدجال كثر أشياعه وأتباعه اليهود، وأولاد الزنا، يقتله الله بالشام علي عقبة يقال لها (عقبة أفيق) لثلاث ساعات يمضين من النهار، علي يد عيسي ابن مريم عليه السلام؛

وعند ذلك خروج الدابة من الصفا، معها خاتم سليمان بن داود، وعصا موسي بن عمران، فينكتب بالخاتم علي جبهة كل مؤمن: هذا مؤمن حقا حقا).

ثم تنكتب بالعصا علي جبهة كل كافر: (هذا كافر حقا حقا) ؛

ألا ان المؤمن حينئذ يقول للكافر: ويلك يا كافر! الحمد لله الذي لم يجعلني مثلك، وحتى أن الكافر ليقول للمؤمن: طوبي لك يا مؤمن! يا ليتني كنت معك فأفوز فوزا عظيما.

لا تسألوني عما بعد ذلك فان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عهد الى أن كتمه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام