فهرس الكتاب
الصفحة 57 من 64

وفيها ذكر فتنة العراق الآتية من ناحية القطقطانية

1:254- بلغني عن ابراهيم بن سليمان بن حيان بن مسلم بن هلال الدباس الكوفي، قال: نبا علي بن أسباط المقري، قال: نبا علي بن الحسين العبدي، عن سعد الأسكافي، عن الأصبغ بن نباتة، قال:

خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة، فحمد الله تعالى وأثني عليه، ثم قال:

أيها الناس ان قريشا أئمة العرب أبرارها لأبرارها، وفجارها لفجارها، ألا ولابد من رحي تطحن علي ضلال وتدور، فاذا قامت علي قطبها طحنت بحدتها، ألا وان لطحنها روقا، وروقها حدتها، وفلها علي الله عز وجل.

ألا واني وأبرار عترتي وأهل بيتي أعلم الناس صغارا، وأحلم الناس كبارا، معنا راية الحق، من تقدمها مرق، ومن تأخر عنها محق، ومن لزمها لحق.

وانا أهل بيت الرحمة، وبنا فتحت أبواب الحكمة، وبحكم الله حكمنا، وبعلم الله علمنا، ومن صادق سمعنا، فان تتبعونا تنجو، وان تتولوا يعذبكم الله بأيدينا.

بنا فك الله ربق الذل من أعناقكم، وبنا يختم لابكم، وبنا يلحق التالي، والينا يفي ء الغالي، ولو لا أن تستعجلوا وتستأخروا القدر لأمر قد سبق في البشر لحدثتكم بشباب من الموالي، وأبناء العرب، ونبذ من الشيوخ كالملح في الزاد، وأقل الزاد الملح، فينا معتبر ولشيعتنا منتظر، وانا وشيعتنا نمضي الى الله عز وجل بالبطن والحمي والسيف، وان عدونا يهلك بالداء والدبيلة وبما شاء الله من البلية والنقمة؛

وأيم الله أن لو حدثتكم بكل ما أعلم لقالت طائفة: ما كذب وأرجم!!

ولو انتقيت منكم مائة قلوبهم كالذهب، ثم انتقيت من المائة عشرة، ثم حدثتهم فينا أهل البيت حديثا لينا لا أقول فيه الا حقا، ولا أعتمد فيه الا صدقا، لخرجوا وهم يقولون: علي من كذب الناس!!

ولو اخترت من غيرهم عشرة، فحدثتهم في عدونا، وأهل البغي علينا أحاديث كثيرة، لخرجوا وهم يقولون: علي من أصدق الناس!!هلك خاطب الخطب، وحاص صاحب العصب، وبقيت القلوب تتقلب، منها مشغب، ومنها مجدب، ومنها مخصب، ومنها مشتت.

يا بني ليبر صغاركم كباركم، وليرأف كباركم بصغاركم، ولا تكونوا كالغواة الجفاة الذين لم يتفقهوا في الدين، ولم يعطوا في الله عز وجل محض اليقين، كبيض في أداحي؛

ويح الفراخ فراخ آل محمد من خليفة جبار عتريف مترف، مستخف بخلفي، وخلف الخلف، وبالله لقد علمت تأويل الرسالات، وانجاز العدات، وتمام الكلمات، وليكونن من أهل بيتي رجل يأمر بأمر الله، قوي.

يحكم بحكم الله، وذلك بعد زمان مكلح مفضح، يشتد فيه البلاء، وينقطع فيه الرجاء، ويقبل فيه الرشاء؛

فعند ذلك يبعث الله عز وجل رجلا من شاطئ دجلة لأمر حزبه يحمله الحقد علي سفك الدماء، قد كان في ستر وغطاء، فيقتل قوما هو عليهم غضبان، شديد الحقد حران في سنة بخت نصر، يسومهم خسفا، ويسقيهم كأسا مصبرة سوط عذاب، وسيف دمار.

ثم يكون بعده هنات وامور مشتبهات، ألا ان من شط الفرات الى النجفات بابا الى القطقطانيات في آيات وآفات متواليات يحدثن شكا بعد يقين، يقوم بعد حين، تبني المدائن، وتفتح الخزائن، وتجمع الامم، ينفذها شخص البصر، وطمح النظر، وعنت الوجوه، وكشف البال حين يري مقبلا مدبرا.

فيالهفاه علي ما أعلم، رجب شهر ذكر، رمضان تمام السنين، شوال يشال فيه أمر القوم، ذو القعدة يقتعدون فيه، ذو الحجة الفتح من أول العشر؛ ألا ان العجب كل العجب بعد جمادي في رجب، جمع أشتات، وبعث أموات، وحديثات هونات هونات بينهن موتات، رافعة ذيلها، داعية عولها، معلنة قولها، بدجلة أو حولها.

ألا ان منا قائما، عفيفة أحسابه، سادة أصحابه، تنادوا عند اصطلام عداء الله باسمه واسم أبيه في شهر رمضان ثلاثا، بعد هرج وقتال، وضنك وخبال، وقيام من البلاء علي ساق؛

واني لأعلم الى من تخرج الأرض ودائعها، وتسلم اليه خزائنها، ولو شئت أن أضرب برجلي فأقول: أخرجوا من هاهنا بيضا ودروعا.

كيف أنتم يا بني هنات، اذا كانت سيوفكم بأيمانكم مصلتات، ثم رملتم رملات ليلة البيات؟! ليستخلفن الله خليفة يثبت علي الهدي، ولا يأخذ علي حكمه الرشاء، اذا دعا دعوات بعيدات المدي، دامغات المنافقين، فارجات عن المؤمنين؛

ألا ان ذلك كائن علي رغم الراغمين، والحمد لله رب العالمين.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام