فهرس الكتاب
الصفحة 22 من 117

وفي المقابل فإن من أشرك مع الله في حكمه، فهو كالمشرك في عبادته لا فرق بينهما، كما قال الشنقيطي رحمه الله: (الإشراك بالله في حكمه، والإشراك به في عبادته كلها بمعنى واحد، لا فرق بينهما البتة، فالذي يتبع نظاما غير نظام الله، وتشريعا غير تشريع الله، كالذي يعبد الصنم ويسجد للوثن، ولا فرق بينهما البتة بوجه من الوجوه، فهما واحد، وكلاهما مشرك بالله) [أضواء البيان 7/ 162] .

تنبيه:

يتبادر إلى ذهن البعض عند إطلاق قولنا"تطبيق الشريعة"أن المراد هو"تطبيق الحدود والعقوبات". وليس الأمر كذلك، وهذا الظن يسيء إلى الشريعة الإسلامية المتكاملة، من حيث إنه قصرها على جانب مهم من جوانبها المتمثل في العقوبات والحدود، مع تغافل عن سعة هذه الشريعة وشمولها لجوانب الحياة كلها؛ حياة الفرد وحياة المجتمع.

فالتحدث عن تطبيق الشريعة الإسلامية معناه التحدث عن تطبيقها فيما يتعلق بضبط علاقة العبد بربه، وعلاقته بإخوانه المسلمين، وعلاقته بالكافرين حال السلم والحرب .. وكل حكم له أسبابه وشروطه وآدابه وموانعه، ومن الظلم بمكان قصر هذه الشريعة المتكاملة على جانب معين.

ولا يخفى على المتابع أن قصر تطبيق الشريعة على إقامة الحدود ـ ولو بحسن النية ـ يعد من معوقات تطبيقها، إذ يولد نفرة عند من يجهل حقيقتها، وهم الكثرة في المجتمع ..

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام