فهرس الكتاب
الصفحة 34 من 80

قال أبو العالية والربيع وزيد بن أسلم (رهقا) أي خوفا وقال العوفي عن ابن عباس (فزادوهم رهقا) أي إثما وكذا قال قتادة وقال مجاهد زاد الكفار طغيانا وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا فروة بن أبي المغراء الكندي حدثنا القاسم بن مالك يعني المزني عن عبد الرحمن بن إسحاق عن أبيه عن كردم بن أبي السائب الأنصاري قال خرجت مع أبي من المدينة في حاجة وذلك أول ما ذكر رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بمكة فآوانا المبيت إلى راعي غنم فلما انتصف الليل جاء ذئب فأخذ حملا من الغنم فوثب الراعي فقال يا عامر الوادي جارك فنادى مناد لا نراه يقول يا سرحان أرسله فأتي الحمل يشتد حتى دخل في الغنم لم تصبه كدمة وأنزل الله تعالى على رسوله بمكة (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا) ثم قال وروي عن عبيد بن عمير ومجاهد وأبي العالية والحسن وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي نحوه وقد يكون هذا الذئب الذي أخذ الحمل وهو ولد الشاة كان جنيا حتى يرهب الإنسي ويخاف منه ثم رده عليه لما استجار به ليضله ويهينه ويخرجه عن دينه والله تعالى أعلم.

لو سألت المخلوق ما يقدر عليه كما لو طلبت منه قرضاً فهو جائز لأنه يقدر عليه. ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم استسلف من رجل بكرا فقدمت عليه إبل من إبل الصدقة فأمر أبا رافع أن يقضي الرجل بكره فرجع إليه أبو رافع فقال لم أجد فيها إلا خيارا رباعيا فقال أعطه إياه إن خيار الناس أحسنهم قضاء، رواه مسلم من حديث أبي رافع.

مسائل: 1 - مخاطبة الأموات مثل / وا معتصماه ... أو يا رسول الله لو خرجت على أمتك فرأيت ما فيها من التمزق .. أو قم يا صلاح الدين ونحو ذلك .. فإن كان عن اعتقاده أنهم ينفعون أو يضرون فهذا شرك أكبر وهو من القسم الثاني .. وإن كانت من باب الشعار في الحرب فلا بأس كما نقله ابا بطين في كتابه التقديس عن بعض الصحابة، وإن كان مجرد تعبير واستنهاض للهمم فيُبتعد عنه لما فيه من التشبه بألفاظ المشركين ولما فيه من اللبس.

مسألة: وكذلك مخاطبة الموتى من باب العظة والعبرة فهذا جائز وقد كان السلف يفعلونه من باب وعظ أنفسهم.

لو خاطب الجنّ بياء النداء منذراً أو متوعداً لكونهم يؤذونه في بيته فهذه المخاطبة جائزة، فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن بالمدينة جنا قد أسلموا فإذا رأيتم منهم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان، رواه مسلم قاله النووي في شرح مسلم باب قتل الحيات وغيرها وفي رواية إن لهذه البيوت عوامر فإذا رأيتم شيئا منها فحرجوا عليها ثلاثا فإن ذهب وإلاّ فاقتلوه فإنه كافر رواه مسلم. وإن كان مجرد توهم فهذا لا يجوز وإن خاطب بقرينه فهذا جائز. فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى صلاة قال إن الشيطان عرض لي فشد علي ليقطع الصلاة علي فأمكنني الله منه فذعته ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه فذكرت قول سليمان عليه السلام رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي فرده الله خاسيا ثم قال النضر بن شميل فذعته بالذال أي خنقته وفدعته من قول الله (يوم يدعون) أي يدفعون والصواب فدعته إلا أنه كذا قال بتشديد العين والتاء، رواه البخاري ومسلم وذكره النووي في شرح مسلم في باب جواز لعن الشيطان في الصلاة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام