المنافع والمصالح إلى العباد فهذا باطل لأن معنى إيجابها ترتب العقاب على تركها فيصير المعنى مأن الله تعالى يقول للعبد: أيها العبد حصل لنفسك المصلحة الفلانية وإن لم تحصلها لنفسك فأنا أعذبك أبد الآباد. فيقول البعد: يا إله العالمين هذا الحكم متناقض لأنه إذا كان لا مقصود لك من هذا التكليف إلا حصول منافع كان مخصوصة إلي كل المقصود رعاية أحوالي فتعذبني على تركها يناقض رعاية أحوالي فكان الجمع بينهما متناقضا ومثاله أن يقول السيد لعبده: اجتهد هذا اليوم في كسب درهم لنفسك فقصر العبد في ذلك فأخذ السيد يقرص أعضاءه بمقاريض من النار. فيقول العبد أيها السيد هل كنت تطعم في ذلك الدرهم لنفسك؟ أو كنت فارغا عن جميع المطامع العائدة إليك وإنما أرتني بكسب ذلك الدرهم لمصالح نفسي فقط؟ فإن كان الأول كان هذا التعذيب حسنا لأن سعيت في تفويت مطلوبك وأما أن كان الحق هو الثاني، كان هذا الفعل باطلا لأن العبد يقول أنت أنرتني بكسب ذلك الدرهم لنفسي ولتكون منافعه عائدة إلي لا إليك فلما قصرت في تحصيله فأنا ما قصرت إلا في تحصيل المنفعة لنفسي، وتعذيب الإنسان لأج أنه فصر في تحصيل مصالح نفسه قبيح في العقول لأن رعاية مصالحه إن لم تكن واجبة الرعاية كان تكليفه بتحصيل ذلك الدرهم لنفسه. غير واجب وإن كانت واجبة الرعاية فأهم المهمات له: إزالة العقاب فكان إيصال العقاب إليه لأجل أنه قصر في حق نفسه: فعلا متناقضا.
وبهذا يظهر الفرق بين الشاهد والغائب فإن السيد إذا أمر عبده بعمل فقصر فيه فإنه يستحق الملامة والتعذيب وذلك لأن السيد إذا أمره بذلك العمل ليستفيد منه نوعا من أنواع المنافع فلما قصر العبد فيه فقد فات على السيد تلك المنافع فحسن منه تعذيب ذلك العبد أما هذا في حق الله