فهرس الكتاب
الصفحة 224 من 256

واعلم: أن الوصول إلى هذا العلم يوجب حروج الإنسان من حد الإنسانية ودخوله في عالم الملائكة والكال في كل شيء عزيز لا سيما في أكمل الكوالات وأعلى الدرجات. ولا ينبغي أن يعتقد الرجل: أن كل أحد هو أهل لهذا العلم فإذا اشتغل واحد بهذا العلم. ولم يفز منه بطائل فلا ينبغي أن يجعل ذلك دليلا على بطلان هذا العلم. فإنا نرى الحرف الخسيسة والصنائع النازلة قد يتعب الإنسان نفسه في تعملها سنين ثم أنه لا يتعلمها كما ينبغي فإذا كان هذا مشاهدا في أخس الحرف فكيف الحال في أعلى الصنائع.

الشرط الرابع: اتفقوا على أن من نشرائط هذا العلم: المبالغة في الكمال والسبب فيه وجوه:

الأول: أن النفوس الناطقة قد ثبت أنها من جنس الارواح الفلكية فتكون مؤثرة وهذه الصناعة - لو تمت - أفادت السلطنة التامة على الأرواح والأجساد. فإذا وقف الغير على أن إنسانا اشتغل بهذه الأعمال حصلت النفرة الشديدة في قلوبهم والرغبة التامة في إبطال تلك الأعمال وإفسادها فتبطل تلك الأعمال بالكلية.

الثاني: أن إشاعة هذا العلم: على خلاف مصالح العالم لأن استيلاء الرجل الواحد على كلية العالم، أمر على خلاف نظام العالم.

الثالث: إن الشيء غذا كان عزيزا بوالغ في حفظه وكتمانه وعدم المبالغة في الحفظ والكتمان يدل على أنه لا وقع له عنده وقد بينا أن ضعف الاعتقاد فيه يوهن هذه الأعمال.

والشرط الخامس: اتفقوا على أن ممارسة هذه الأعمال في الليل أولى منها في النهار. قال أرسطو أن الشمس سلطان قاهر فهو بكمال سلطته يقهر جميع الأرواح فلا يقوي شيء منها على الفعل""

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام