عرف أنه كيف يمكنه الترقرب إلى الملك العظيم من ملوك الأرض علم أن تحمل العناء الكثير في هذا العلم. هن.
قال أرسطو كنت مشتغلا بهذا العالم صباحا ومساء. فإن وجدت أثرا حمدته وأن لم أجد الأثر لم أسي الظن به، وإن طالت المدة وتراخت الأيام. ورب شيء كان يسعر ثم أني ما كنت انقطع عن المطلوب حتى أبلغه.
ويجب أن يكون سبيل الطالب لهذا العلم سبيل العاشق إذا لم يسامحه معشوقة وسبيل من أراد الوصول إلى خدمة ملك لا يقبله فإنه يبذل غاية الجهد رجاء الفوز بالمطلوب.
الشرط الثالث: إن من الناس من يظن أن الإنسان لا يدرك إلا ما دل عليه طالعه.
واعلم أن الناس في هذا الباب على ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: الذين تدل طوالعهم الاصلية على كونهم مستعدين لههذا العلم. وهؤلاء إذا اشتغلوا بهذا العلم وصلوا إلى المطلوب. إلا أنه لما كانت مراتب القوة والضعف غير متناهية في الصلاحية كانت مراتب الحصول غير متناهية.
المرتبة الثانية: الذين لم يحصل في طوالعهم ما لا يعين ولا ما يمنع مهؤلاء أن واظبوا على العلم وصلوا إلى نصيب كامل.
والمرتبة الثالثة: الذين حصلت في طوالعهم ما يمنع ومرات الدلائل المانعة غير متناهية فكذلك مراتب الامتناع غير متناهية.