الانقطاع. فثبت أن كل حركة على الاستقامة تنقطع. فوجب: أن تكون كل حركة مستديرة وذلك يدل على أن المبدأ الأول الغريب لحدوث الحوادث في هذا العالم. هو الحركة المستديرة الحاصلة للاجزام الفلكية ثم قالت فلاسفة الأول أن يجمع بين القسم الأول والثاني. حتى يكون جوهر الفلك كالبدن وجوهر ذلك الروح كالنفس والتعقلات المثقلة الدائمة لذلك الجوهر الروحاني توجب الحركات لهذه الكرات الجسمانية ويكون مجوموعها أسبابا للحدوث الحوادث في هذا العالم.
وأما القسم الثاني وهو أن يقال السبب امقتضي لحدوث هذه الحوادث موجود قديم أزلي:
فنقول: تأثير ذلك الأزلي في حدوث الحوادث أن كان غير موقوف على شرط حادث فهو محال وإلا لزم كون هذا الحادث قديما وإن كان موقوفا على شرط حادث عاد الكلام في كيفية حدوث ذلك الشرط الحادث ويلزم التسلسل ويعود جملة ما ذكرناه في القسم الأول.
فثبت بهذا بيان: أن حدوث الحوادث في هذا العالم، موطة ومربوطة بالحركة المسديرة الفلكية المبرأة عن الانقطاع والتغير.
ثم نقول: الاجرام الفلكية بسائط والأجزاء المفترضة في الكرة البسيطة متسشابهة بالطبع والماهية والأسباب المتماثلة في الطبع والماهية لا تفيد إلا معلومات متماثلة. فكان يجب أن تكون حوادث هذا العالم متساوية وذلك باطل هذا وجب أن يحصل في الأجرام الفلكية أجسام مختلفة في الطبيعة والماهية ولا بد وأن تكون تلك