فهرس الكتاب
الصفحة 199 من 256

ومنها إن يكون كامل النفس قوي العقل. كما في حق الأنبياء والأولياء فإذا لم يحصل شيء من هذه الأحوال وكان الإنسان بقيا على مقتضى المزاج المعتد فحينئذ يحصل القطع بوجود هذه الأشياء في الخارج.

فنقول في الجواب: أن بالطريق الذي ذكرتم. ظهر أنه لا يمتنع أن يحس الإنسان بوجود صور مع أنها لا تكون موجودة أصلا. وإذا ظهر جواز هذا المعنى فنحن إنما يمكننا انتفاء هذه الحالة. إذا دللنا على أن الأسباب الموجبة لحصول هذه الحالة. محصورة في كذا وكذا ومقيم على هذا الحصر برهانا يقينيا. ثم نبين في المقام الثاني: أنها باسرها منقضية زائلة بالبرهان اليقيني. ثم نبين في المقام الثالث: إن الحكم حال بقائه لا يستغني عن السبب فإن بتقدير أن يكون الأمر كذلك لم يلزم من زوال تلك الأسباب زوال هذه الحالة ثم على تقدير إقامة الراهين القاطعة الجازمة على صحة هذه المقدمات يصير جزمنا بحصول هذه الأشياء المحسوسات في الخارج موقوفا على إثبات هذه المقدمات النظرية الغامضة والموقوف على النظري الغامض أولى أن يكون نظريا غامضا وحينئذ تبطل هذه العلوم المستفادة من الحس بطلانا كليا. فثبت أن القول الذي ذكروه قول باطل فاسد يوجب التزام السفسطة.

واعلم أن الذي حمل هؤلاء الفلاسفة على ذكر هذه العلل الأسباب اطباقهم على إنكار الملائكة وعلى إنكار الجن قد بينا في كتاب الأرواح أنه ليس لهم فيه شبهة ولا حال يدل على نفي هذه الأشياء. وإذا كان أصل هذه الاقوال نفي الملائكة والجن وقد عرفت أنه

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام