الوجه الثالث: أن الأنبياء - عليهم السلام - مقرون بأنهم إنما يستفيدون ما لهم من الكمالات من الملائكة. قال تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ} [الشعراء: 193، 194] وقال في صفة القرآن {إنه لقول رسول كريم} وقال: {علمه شديد القوى} وقال: {وأيدنا بروح القدس} وقال: {يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ} [آل عمران: 125] وقال: {فتمثل له بشرا سويا} ولما ثبت اتفاق الأنبياء - عليهم السلام - على أنهم يستفيدون ما لهم من الكمالات، من الملائكة السماوية والأرواح الفلكية كان إرسال الملك إلى الخلق: أولى أكمل.
فهذا تقرير كلام هذه الطائفة والله أعلم.