فهرس الكتاب
الصفحة 146 من 256

يوجب الخوف الشديد ويحصل الامتياز بينه سائر الناسن وأما قوله ثانيا: الملائكة لهم قهر شديد فهم لا يسامحون البشر". قلنا: الملائكة لا يعصون الله فيما يأمرهم، فإذا أمرهم بالرفق لم يفعلوا شيئا من التشديد."

وأما قولع ثالثا: الجنس إلى الجنس أميل"فنقول: حصول الميل القلب ليس إلا من الله تعالى كما قال تعالى: {لكن الله ألف بيهم} ."

فثبت بما ذكرنا: أن إرسال الرسول من زمرة الملائكة أفضى إلى المقصود. ونقول: لو كانت الرسالة جائزة لوجب أن يكون ذلك الرسول من الملائكة لأن [لأن الحكيم] إذا أراد تحصيل مطلوب وكان له إليه طريقان وكان أحد الطريقين أفضى إلى حصول ذلك المطلوب من الطريق الثاني، فإنه يجب عليه بمقتضى حكمته أن يرجح الطريق الأفضل الأكمل.

الوجه الثاني في تقرير هذه الشبهة: ان كمال الإنسان في أن يعرف الحق لذاته والخير لأجل العمل به. ونرى نوع البشر ناقصا في هذين الوضعين: فاحتاجوا إلى شخص يكون كاملا فيهما، حتى يصير ذلك الكامل مكملا للناقصين، وذلك المكمل يجب أن يكون مبرا عن النقان في ذهين الوصفين وإلا لأفتقر إلى مكمل آخر، وزلم التسلسل كل من كان بشرا فإنه لا ينفك عن الشهوة والغضب وبسبب حصول هاتين القوتين يكون النقصان حاصلا فيه. أما الملائكة فهم مقدسون عن الشهوة والغضب والخيال والوهم مستغرقون في المعارف الإلهية مواظبون على الطاعات والعبادات. فكانت بعثتهم لأجل تكميل الناقصين أولى.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام