فهرس الكتاب
الصفحة 94 من 106

عن ابن عمر ومحمد بن كعب وزيد بن أسلم وقتادة، دخل حديث بعضهم في بعض: أنه قال رجل في غزوة تبوك: ما رأينا مثل قرائناً هؤلاء، أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسنا، ولا أجبن عن اللقاء (يعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه القراء) . فقال له عوف بن مالك: كذبت، ولكنك منافق، [1] لأخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فذهب عوف إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليخبره، فوجد القرآن قد سبقه، فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أرتحل وركب ناقته، فقال: يا رسول الله! إنما كنا نخوض ونتحدث حديث الركب نقطع به عنا الطريق. [2] قال ابن عمر: كأني أنظر إليه متعلقاً بنسعة ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإن الحجارة تنكب رجليه، وهو يقول: إنما كنا نخوض ونلعب. فيقول له رسول الله - صلى الله عليه وسلم: {أَبالله وآياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [3] } [التوبة:65 - 66] ، ما يلتفت إليه وما يزيده عليه.

(1) - قوله (فقال له عوف بن مالك: كذبت، ولكنك منافق) هذا فيه إنكار المنكر على من سمعه وأن من سمع مثله فعليه أن ينكره وأن يبلغ المسؤولين عنه ولا سيما مثل هذا المنكر العظيم

(2) - قوله (فقال: يا رسول الله! إنما كنا نخوض ونتحدث حديث الركب نقطع به عنا الطريق) هذا الحديث يبين أن المستهزئ بالكتاب أو السنة أو بشيء من دين الله ولو زعم أنه يخوض ويلعب ولو زعم أنه ما تعمد ذلك فإنه يكون كافراً بذلك لأن التلاعب بهذا لا يجوز وهو يدل على نفاق في القلب وخبث فيه

(3) - قول بعض المفسرين أن من قال هذه المقولة كان منافقاً ليس بصحيح لأن الله تعالى قال (قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام