فهرس الكتاب
الصفحة 74 من 77

ونظامه ودينه، فشرع كل إنسان ونظامه هو دينه، كما قال الله تبارك وتعالى:"ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك"فقوله:"في دين الملك"أي في حكمه وفي شرعه 0

فأما القسم الأول؛ وهم المنقادون لحكم الله و المؤمنون به و الملتزمون به و المستسلمون له، فهؤلاء - في الواقع - قد يقع منهم المخالفة أوالمعصية أو الجهل والخطأ والتأويل في تطبيق حكم من أحكام الله، كما هو الحال في سائر شُعب الإيمان، فليس كل من التزم الإيمان و الإسلام مقيماً له كاملا، بل يقع من أهل الإيمان مخالفة لما علموا به، فقد يقع الزنا ممن يؤمن بأن الله قد حرم الزنا ويكره الزنا ولا يريده. ويوجد فيمن يعتقد تحريم السرقة أو الرشوة أو الربا من يسرق أو يرشي أو يرابي .. إلخ.

فهذه معاصي تقع من المؤمنين ولا شك، ولكن من المؤمنين من يلتزم أمر الله كاملاً ويطبقه ويقيمه، فهنا نقول: هذا هو الفرق بين هؤلاء وبين أولئك. فالقاضي في محكمة شرعية والملتزم بما أنزل الله و الذي دينه و منهجه و نظامه الذي يحكم به و يتحاكم إليه و لا يقر بغيره و لا يعتقد حكما آخر غيره و هو حكم الله و شرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم و ما تفرع عنهما من أنواع الاجتهاد وأقوال الفقهاء من الصحابة ومن بعدهم - كما هو معلوم - نقول: هذا القاضي إذا جاءه رجل من قرابته، أو من له عليه دالة، أو من أصحاب السلطان، أو من أصحاب الشهوات، أو مما تقع عادة النفوس الضعيفة أو ذات الإيمان الضعيف فيه، فحكم في القضية بما تحمله شهوته وهواه، كأن يأتيه من يستحق أن يحكم عليه بحد رجم أو جلد أو قطع، لكن لما جاءه قريبه أو صهره أو ذو الجاه حكم في قضية هذا الرجل بغير ما أنزل الله، فبعد أن ثبتت لديه القضية خرجها بمخارج وحملها على محامل

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام