الإصلاح .. و والله ليسوا مصلحين أبدا، وإنما كما قال الله تعالى: (ألا إنهم هم المفسدون ولكن لايشعرون) .
ومن العجب أن كل من يكتب في تنحية شرع الله يسمون في اصطلاح المفكرين الغربيين والمستشرقين وأذنابهم:"المصلحين""زعماء الإصلاح"؛ فيقولون المصلح عبدالرحمن الكواكبي، والمصلح جمال الدين الأفغاني، حتى كمال أتاتورك يقولون عنه: إنه من الزعماء، ومن قادة الإصلاح وحركته يسمونها"الحركة الإصلاحية".
معنى ذلك أن من يقول: لا بد أن نضع القوانين أو نتحاكم إلى القوانين في أي شيء؛ نتحاكم إلى قانون العقوبات أو الجزاء أو القانون المدني أو القانون التجاري و المعاملات التجارية والمالية عموما .. من يقولون ذلك، إنما يسيئون الظن وينتقصون ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن معنى كلامهم ولازمه: أن الله سبحانه وتعالى إما أنه لم يعلم بأن العصر سيتغير وأن الأحوال سوف تتطور - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا - فمن قال أو اعتقد ذلك فقد كفر.
وإما أنه يعلم لكن لم ينزل الله لذلك أحكاما، فيكون الله - تعالى الله عن ذلك - قد تركنا هملا في أمور عظيمة نحتاجها، ويكون هذا الكتاب ليس فيه تفصيل كل شيء ويكون أمره بأن نحتكم إلى الله ورسوله في كل شيء، وأن نرد ما تنازعنا فيه من شيء إلى الله كله لغو؛ لأنه يأمرنا أن نرجع إليه في كل شيء في حين أنه لم ينزل لنا أحكاما لكل شيء، وهذا تناقض