قال أحد حكم الله وحكم غير الله سواء، فمعنى ذلك أنه خلع تلك الصفات التي تفرد الله سبحانه وتعالى بها على ذلك المخلوق الذي لا يمكن أن تكون فيه هذه الصفات.
ولهذا قلنا: لكي تتضح أهمية هذا الأمر وعلاقته بالتوحيد وبصفات الله سبحانه وتعالى ننقل ما ذكره الشيخ الأمين رحمه الله، وأشار أيضا الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله إلى ذلك، ودائما نقول: أهل السنة ينهلون من منهل واحد، ويغترفون من معين واحد، فمهما اختلفت عصورهم أو ألفاظهم أو اجتهاداتهم فإن هناك تشابها واتفاقا فيما يذهبون إليه من الأحكام والآراء.
يقول: (الرابع: أنْ لا يعتقد كون حُكم الحاكم بغير ما أنزل الله مماثلاً لحكم الله ورسوله، فضلاً عن أنْ يعتقدَ كونه أحسن منه، لكن اعتقد جواز الحُكم بما يخالف حُكم الله ورسوله، فهذا كالذي قبله يصدُقُ عليه ما يصدق عليه، لاعتقاده جوازَ ما علم بالنصوص الصحيحة الصريحة القاطعة تحريمه)
فهذا حال كثير من الناس، فيقولون: نحن لا نقول: حكم القوانين مثل حكم الله، فالإسلام أفضل، والإسلام فوق كل القيم، وأحكام الشريعة فوق كل الأحكام، لكن يجوز أن نتحاكم للقوانين الوضعية.
ويتعلل لقوله هذا بعلل إما من الظروف الحالية، وإما من أجل ألا يغضب علينا الغرب .. إلخ. وهذه دعوى قديمة، فكلما دعيت دولة للحكم بما أنزل الله قالوا: لو فعلنا لغضب منا الغرب، ولحرمنا البنك الدولي للإنشاء والتعمير القروض، ولقالت إسرائيل: أصبحوا متطرفين، إلى غير ذلك من العلل.