فهرس الكتاب
الصفحة 28 من 77

كل ذلك سيرد - إن شاء الله - ولكن المقصود هو أن الله تعالى أمر النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاث آيات بأن يحكم بينهم بما أنزل، وأن يحكم بينهم بالقسط، وأن من لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر ظالم فاسق.

يقول:(فانظر كيف سجّل تعالى على الحاكمين بغير ما أنزل اللهُ الكفرَ والظلمَ والفسوقَ، ومِن الممتنع أنْ يُسمِّي اللهُ سبحانه الحاكمَ بغير ما أنزل اللهُ كافرًا ولا يكون كافرًا، بل هوكافرٌ مطلقًا، إمّا كفر عمل وإما كفر اعتقاد، وما جاء عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في تفسير هذه الآية من رواية طاووس وغيره يدلُّ أنّ الحاكم بغير ما أنزل اللهُ كافرٌ إمّا كفرُ اعتقادٍ ناقلٌ عن الملّة، وإمّا كفرُ عملٍ لا ينقلُ عن الملّة.

أمّا الأول: وهو كفر الاعتقاد فهو أنواع:)

هذا من فقه الشيخ رحمه الله حيث إنه فصّل تفصيلا لا أظن أحدا قد سبقه إليه.

قال: (أمّا الأول: وهو كفر الاعتقاد) هذا هو الكفر المخرج من الملة الذي يكون صاحبه به قد ارتد وخرج من دين الإسلام بالكلية، ولا يرجع إلا بتجديد الإيمان والتوبة من هذا الكفر.

قال: (فهو أنواع؛ أحدها: أن يجحد الحاكمُ بغير ما أنزل الله أحقيّة حُكمِ الله ورسوله)

النوع الأول: أن يجحد الحاكم بغير ما أنزل الله أحقية الحكم بما أنزل الله فيقول: لا يجب على الناس أن يتحاكموا بما أنزل الله، فهو إذن جحد الوجوب، وهذا لا ريب ولا شك في تكفيره، لأنه أنكر معلوما من الدين بالضرورة، وجحد أمرا قطعيا في كتاب الله سبحانه وتعالى، ومتواترا في سيرة وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام