حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ) رواه مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
-أيها المسلم: استعدّ للقبر! وإذا رأيت الجنازة فابكِ، وقدّم النصيحة بالاستعداد، وفي حديث البراء - رضي الله عنه - قال: (كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي جِنَازَةٍ فَجَلَسَ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ فَبَكَى حَتَّى بَلَّ الثَّرَى ثُمَّ قَالَ يَا إِخْوَانِي لِمِثْلِ هَذَا فَأَعِدُّوا) رواه ابن ماجة (حسن) .
-أيها العبد: اعتذر إلى الله - عز وجل - بالتوبة والإنابة والرجوع إليه، واستزد من الأعمال الصالحة التي تُقرّبك إلى ربك، مُغتنماً فرصة العمر، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه: (لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ يَزْدَادُ وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ) رواه البخاري.
-أيها المسلم: كلّما طال عمرك فاستغلّه في طاعة ربك، مُستعدّاً لآخرتك، واحذر أن تكون ممن طال عُمُره وساء عمله، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي بكرة - رضي الله عنه: (خيرُ النَّاسِ مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ وشر النَّاسِ مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ) رواه أحمد والترمذي (صحيح) . وقال - صلى الله عليه وسلم - في حديث كعب بن مُرة - رضي الله عنه: (مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الْإِسْلَامِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ) رواه الترمذي والنسائي (صحيح) .
-اهتمّ بعملك (ليكن صالحاً) ؛ لأن عملك هو الذي سيبقى معك في قبرك، وستجده أمامك يوم القيامة، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث أنس - رضي الله عنه: (يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلَاثَةٌ فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى مَعَهُ وَاحِدٌ يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى عَمَلُهُ) رواه الشيخان.
-احرص على الاستعاذة بالله من أربع، وذلك في الصلاة قبل التسليم وبعد الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، لقوله - صلى الله عليه وسلم: (فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ) رواه مسلم. وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يقول في دعائه: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ) رواه أبو داود والترمذي والنسائي ومسلم بنحوه.
-أيها العبد: لا تحرص على الدنيا! وإذا فاتك شيءٌ من الدنيا فلا تقلق، ولا تنزعج، واهتمّ بالآخرة، ففيها من الأجر والثواب والنعيم المقيم للعبد الصالح ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت،