ـــــــــ (الإيمان بما بعد الموت) ـــــــــــ

ومما يدخل في الإيمان باليوم الآخر، الإيمان بما بعد الموت، ومن ذلك:

في حديث البراء - رضي الله عنه - قوله - صلى الله عليه وسلم: (فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ رَبِّيَ اللَّهُ فَيَقُولَانِ لَهُ مَا دِينُكَ فَيَقُولُ دِينِيَ الْإِسْلَامُ فَيَقُولَانِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ فَيَقُولُ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَيَقُولَانِ لَهُ وَمَا عِلْمُكَ فَيَقُولُ قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ) وذكر الكافر أنّه يقول جواباً لهذه الأسئلة: من ربك؟ ما دينك؟ ما هذا الرجل الذي بُعث فيكم؟

(فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي ... الحديث) رواه أحمد وأبو داود والحاكم (صحيح) . وفي حديث عائشة رضي الله عنها أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: (أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ ... الحديث) رواه الشيخان.

-إنّ الملكين اللذين يسألان الميت في قبره، أسودان أزرقان، يقال لأحدهما المنكر، وللآخر النّكير، كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنّه - صلى الله عليه وسلم - قال: (إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَالْآخَرُ النَّكِيرُ ... الحديث) رواه الترمذي (حسن) .

-والقبر هو كما - صلى الله عليه وسلم - في حديث عثمان - رضي الله عنه: (إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنَازِلِ الآخِرَةِ، فَإِنْ نَجَا مِنْهُ، فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ، فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ) رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم (حسن) .

قال تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} [النحل:28،29] . فهم يدخلون جهنم من يوم مماتهم بأرواحهم، ويُصيب أجسادهم في قبورهم من حرِّها وسمومها، فالعذاب على الروح