فهرس الكتاب
الصفحة 68 من 115

2 -وقد توزن صحائف الأعمال، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث البطاقة - التي فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله: (فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ فَطَاشَتْ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتْ الْبِطَاقَةُ ... الحديث) رواه أحمد والترمذي (صحيح) .

3 -وقد يُوزن العامل نفسه، لقوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه: (إِنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ اقْرَءُوا {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} ) رواه الشيخان. وقال - صلى الله عليه وسلم - لّما تعجّب الناس من دقة ساقيّ ابن مسعود - رضي الله عنه: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ) رواه أحمد (صحيح) .

-إنّ من رجحت حسناته على سيئاته دخل الجنة، ومن رجحت سيئاته بحسناته استحقّ النار، إلاّ أن يعفو الله عنه، أو يشفع فيه الشفعاء، وقد قال تعالى: {فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فأولئك هُمُ المفلحون وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فأولئك الذين خسروا أَنْفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ} [الأعراف:8،9] . وقال تعالى:

{فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} الآيات [القارعة:6 - 9] . ومن تساوت حسناته وسيئاته فهو من أهل الأعراف بين الجنة والنار، كما قال تعالى: {وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ... الآية} [الأعراف:46] . فيُؤخّر أمرُه حتى يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، ثم يدخلون في الشفاعة فيدخلون الجنة.

-وأمّا الكفار فلا يُقام وزنٌ لأعمالهم، لقوله - صلى الله عليه وسلم - تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف:105] .

ــــــــ (الصِّراط) ـــــــــ

ومما يدخل في الإيمان باليوم الآخر: الإيمان بالصراط، ومما يتعلق بذلك:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام