وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ ... الحديث) وفيه أنه يسأله ملَكان فيقولان له: (مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ لِمُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَقُولُ أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ فَيُقَالُ لَهُ انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنْ النَّارِ قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنْ الْجَنَّةِ ... الحديث) رواه الشيخان. وفي حديث البراء - رضي الله عنه - أنّ المؤمن يجيب على الأسئلة: (فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ السَّمَاءِ أَنْ قَدْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ قَالَ فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا قَالَ وَيُفْتَحُ لَهُ فِيهَا مَدَّ بَصَرِهِ) رواه أبو داود (صحيح) .
-إنّ عذاب القبر لا يسمعه الثقلان (الجن والإنس) كما قال - صلى الله عليه وسلم - عن الكافر: (فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهُ كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ) رواه أحمد (صحيح) .
-إنّ عذاب القبر مما تسمعه البهائم، وفي حديث عائشة رضي الله عنها لمّا ذكرت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما ذكره عجوزان من يهود المدينة عن عذاب أهل القبور، فقال - صلى الله عليه وسلم: (صَدَقَتَا إِنَّهُمْ يُعَذَّبُونَ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ) رواه الشيخان.
-وإذا احتمل الرجال الجنازة على أعناقهم، تكلمت كما قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي سعيد - رضي الله عنه: (إِذَا وُضِعَتْ الْجِنَازَةُ وَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ قَدِّمُونِي وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ يَا وَيْلَهَا أَيْنَ يَذْهَبُونَ بِهَا يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الْإِنْسَانَ وَلَوْ سَمِعَهُ صَعِقَ) رواه البخاري.
-إنّ الميت إذا قُبر فإنّه كما قال - صلى الله عليه وسلم: (لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ) رواه الشيخان. وأنه إذا دُفن وفُرغ من دفنه فإنّه يُسأل، كما قال عثمان - رضي الله عنه: (كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ وَسَلُوا لَهُ التَّثْبِيت فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ) رواه أبو داود والحاكم (صحيح) .
-في حديث عمر - رضي الله عنه - قوله - صلى الله عليه وسلم: (الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ) رواه الشيخان. وهذا - والله أعلم - إنّما يُعذب إذا أوصى أن يُناح عليه، أو علم من أهله ونحوهم أنّهم ينوحون ولم ينههم، أمّا في غير ذلك فالمعنى - والله أعلم - أنّ الميت يتألم لذلك فقط.