فهرس الكتاب
الصفحة 37 من 115

مسألة: قوله تعالى:{وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ ... الآية}

-وأما قوله تعالى: {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [فاطر:11] . فمعناه كما أُثر عن ابن عباس - رضي الله عنه: (ليس أحد قضيت له بطول العمر والحياة، إلا وهو بالغ ما قدّرت له من العمر، وقد قضيت ذلك له، فإنما ينتهي إلى الكتاب الذي كتبت له، فذلك قوله تعالى: {وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلا فِي كِتَابٍ} يقول: كل ذلك في كتاب عنده) رواه بن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.

-وإن على العبد أن يذكر الموت، ويجعله على باله، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث ابن عمر - رضي الله عنه: (أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ يَعْنِي الْمَوْتَ) رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة (صحيح) . وقال - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه: (أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ المَوت فَإِنَّهُ لم يذكرُهُ أَحَدٌ فِي ضِيقٍ مِنَ العَيش إلا وَسَّعَهُ اللَّهُ عليه، وَلا ذَكَرهُ فِي سَعَةٍ إلا ضَيَّقَهَا عَلَيْهِ) رواه ابن حبان (حسن) .وقال - صلى الله عليه وسلم - لابن عمر - رضي الله عنه: (كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ) رواه البخاري. وكان ابن عمر يقول: (إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الصَّبَاحَ وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الْمَسَاءَ وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ) رواه البخاري.

على العبد أن يستعدّ للموت قبل نزوله به، والمبادرة بالعمل الصالح، والتوبة إلى الله - عز وجل -، وقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المنافقون:9 - 11] .

وذلك بما يلي:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام