فهاذه فوائد تبين لك أن تعظيم الله -جل وعلا- هو مصدر خير كثير، هو مصدر التوحيد، هو مصدر الاستقامة على الشريعة، ومصدر تعظيم ما عظمه الله -جل وعلا-، هو مصدر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو سياج الإيمان وعِصَامُه: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [1] . فإذا ضَعُف التّعظيم في القلب حصل الاختلال في هاذه الأمور كلها، ومن أعظم ما يحصل به الإنسان تعظيم الله -جل وعلا- في قلبه مطالعة ما ذكره الله في كتابه من أسمائه وصفاته وأفعاله، فإن هاذا من أعظم ما يبعث القلب على تعظيم الرّب، إذا قرأ قول الله تعالى: {وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [2] بَعَثَ في قلبه تعظيم هاذا الذي له الكبرياء في السماوات والأرض، إذا قرأ: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [3] بعث هاذا في قلبه تعظيم الله -جل وعلا-؛ لأنه مُتَسَمٍّ بهاذه الأسماء البالغة المنتهى في الحسن، إذا قرأ قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى} [4] بعث في قلبه تعظيم الله -جل وعلا-؛ لأنه الذي لا أعلى مما وصف به نفسه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [5] .
المهم أن من أعظم ما يورث القلب التعظيم مطالعة ما أخبر الله به عن نفسه في أسمائه وفي أوصافه وفي أفعاله.
(1) سورة: آل عمران، الآية (110) .
(2) سورة: الجاثية، الآية (37) .
(3) سورة: الأعراف، الآية (180) .
(4) سورة: النحل، الآية (60) .
(5) سورة: الشورى، الآية (11) .