الصفحة 696 من 952

وذلك مستفاد من قول علي -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: (حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يُكذب الله ورسوله؟) . فمن كان مُحَدِّثًا قومًا فلينظر هل حديثه تدركه عقولهم أو يعجزون عن فهمه؟ فإن كانت تدركه عقولهم فلا بأس، وإن كانوا يعجزون عن فهمه فينبغي له أن يترك الحديث، وليس هاذا في كل ما يُعَلَّم، يعني تعليم المبتدئين العلوم الشرعية قد لا تدركه عقولهم فيلقيه عليهم حتى يتمرنوا على فهمه؛ لأنه لا يترتب عليه فتنة، وفيه فائدة وهي: تَرَقِّيهم في التَّعَلُّم، بخلاف ما يترتب عليه فتنة كأن يتكلم معهم في أمر يُخشى عليهم بسببه أن يردوا خبر الله وخبر رسوله، أو يقع في قلوبهم شك أو زيغ، نعم.

[المتن]

الرابعة: ذكر العلة أنه يفضي إلى تكذيب الله ورسوله، ولو لم يتعمد المُنكر.

[الشرح]

ذكر العلة: أي السبب والحكمة والغاية من هاذا النهي أنه يفضي إلى تكذيب الله ورسوله ولو لم يتعمد المُنكر، يعني: ولو لم يتعمد المُنكر التكذيب؛ لأنه ليس قصده رد خبر الله وخبر رسوله، إنما قصده أن هاذا مما لا يقبله العقل ولا يدركه الفهم، نعم.

[المتن]

الخامسة: كلام ابن عباس لمن استنكر شيئاً من ذلك، وأنه أهلكه.

[الشرح]

في قوله: (يجدون رقة عند مُحكمه، ويَهلِكون عند متشابهه) والهلاك لا يلزم منه الكفر، إنما الهلاك هو مخالفة أمر الله وأمر رسوله، وهو الخطأ في فهم كلام الله وكلام رسوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

شرح

كتاب التوحيد

الذي هو حق الله على العبيد

لشيخ الإسلام والمسلمين مجدد الدين

محمد بن عبد الوهاب التميمي المشرفي

-رحمه الله تعالى-

لفضيلة الشيخ

بسم الله الرحمان الرحيم

[المتن]

باب قول الله تعالى: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ} [1] .

(1) سورة: النحل، الآية (83) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام