(والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة، فهاذا جائز) ، وقوله: (جائز) في مقابل التحريم في القسم السابق، وإلا فقد يكون مستحبّاً إذا كان السحر يعوق الإنسان عن كمال الطّاعة، وقد يكون واجباً إذا كان السِّحر يعوق الإنسان عن الواجبات، كالسحر الذي يمنع الإنسان من العبادة، ويمنع الإنسان من الإتيان بها على الوجه الواجب، فقوله: (جائز) هاذا بيان لأصل الحكم، يعني: الحكم في الأصل، وقد ينتقل عن هاذا الأصل إلى الوجوب أو الاستحباب على حسب حال المسحور وتمكنه من رفع ما نزل به، وهاذا الطريق سلكه رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في ما نزل به من السحر، فإن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سُحر ولم يسلك سوى هاذا الطريق في حله، إذ إنه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- استعمل الأدعية الشرعية والتعويذات لحل السحر، ثم هدي إلى مكان السحر فاستخرجه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وانحلّ ما به -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، على أن السحر الذي أصاب النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليس سحرًا يؤثر على تبليغه الرسالة، بل هو في أمر خاص كان يخيل له أنه أتى النساء ولم يكن قد أتاهن -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وبهاذا يكون قد تم الباب الذي عقده المؤلف -رحمه الله- لبيان حكم حل السحر عن المسحور.
[المتن]
فيه مسائل
الأولى: النهي عن النشرة.
الثانية: الفرق بين المنهي عنه والمرخص فيه مما يزيل الإشكال.
[الشرح]
وهاذا واضح، فالمنهي عنه ما كان بسحر، والمرخص فيه ما كان بالأدعية والتعويذات المباحة.
شرح
كتاب التوحيد
الذي هو حق الله على العبيد
لشيخ الإسلام والمسلمين مجدد الدين
محمد بن عبد الوهاب التميمي المشرفي
-رحمه الله تعالى-
لفضيلة الشيخ
بسم الله الرحمان الرحيم
[المتن]
باب ما جاء في التطير