الصفحة 353 من 952

العشرون: أن سبب فقد العلم هو موت العلماء.

[الشرح]

الله المستعان.

شرح

كتاب التوحيد

الذي هو حق الله على العبيد

لشيخ الإسلام والمسلمين مجدد الدين

محمد بن عبد الوهاب التميمي المشرفي

-رحمه الله تعالى-

لفضيلة الشيخ

بسم الله الرحمان الرحيم

[المتن]

باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر

رجل صالح، فكيف إذا عبده؟

في (الصحيح) عن عائشة رضي الله عنها أن أم سلمة -رَضِيَ اللهُ عَنْها- ذكرت لرسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كنيسة رأتها بأرض الحبشة، وما فيها من الصّور، فقال: (( أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجدًا، وصوَّروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله ) ). فهؤلاء جمعوا بين الفتنتين: فتنة القبور، وفتنة التماثيل.

ولهما عنها قالت: لما نُزِل برسولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طفِقَ يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها، فقال وهو كذلك: (( لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) )يحذِّر ما صنعوا. ولولا ذلك لأبرز قبره، غير أنه خُشي أن يتخذ مسجدًا. أخرجاه.

ولمسلم عن جندب بن عبد الله قال: سمعت النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قبل أن يموت بخمسٍ وهو يقول: (( إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإنَّ الله قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذتُ أبا بكر خليلاً. ألا وإنَّ من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإنيِّ أنهاكم عن ذلك ) ).

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام