ومن الناس من الآن يقول: فلان ممن إذا أقسم على الله أبره، هاذا حكم لا يعلم إلا بالوحي، من أين لنا أن فلانًا، أو فلانًا من الناس إذا أقسم على الله أبره؟
هاذا تحَكَّم، كما أن التحكم يكون في منع المغفرة، التحكم يكون أيضًا في إثبات فضل لم يرد دليل على إثباته لشخص معين، فينبغي التأني والتريّث في مثل هاذه الأمور، وأن يُعمل الإنسان العلم، لا العواطف.
شرح
كتاب التوحيد
الذي هو حق الله على العبيد
لشيخ الإسلام والمسلمين مجدد الدين
محمد بن عبد الوهاب التميمي المشرفي
-رحمه الله تعالى-
لفضيلة الشيخ
بسم الله الرحمان الرحيم
[المتن]
باب: لا يُستَشفَع بالله على خلقه
عن جبير بن مطعم -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: جاء أعرابي إلى النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: يا رسول الله: نُهكت الأنفس، وجاع العيال، وهلكت الأموال، فاستسق لنا ربك، فإنا نستشفع بالله عليك وبك على الله. فقال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( سبحان الله! سبحان الله! ) ). فما زال يسبح حتى عُرِفَ ذلك في وجوه أصحابه، ثم قال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( ويحك، أتدري ما الله؟ إن شأن الله أعظم من ذلك، إنه لا يُستَشفَع بالله على أحد من خلقه ) )وذكر الحديث. رواه أبو داود.
[الشرح]
قال المؤلف رحمه الله: (باب لا يُستَشفَع بالله على خلقه) .