الصفحة 609 من 952

وذلك في قوله: (( فمن رضي فله الرضا ) )نسأل الله رضاه.

انتهت المسائل، وانتهى الباب.

شرح

كتاب التوحيد

الذي هو حق الله على العبيد

لشيخ الإسلام والمسلمين مجدد الدين

محمد بن عبد الوهاب التميمي المشرفي

-رحمه الله تعالى-

لفضيلة الشيخ

بسم الله الرحمان الرحيم

[المتن]

باب ما جاء في الرياء

وقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [1] .

عن أبي هريرة مرفوعًا: (( قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه. ) )رواه مسلم.

وعن أبي سعيد مرفوعاً: (( ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ ) )قالوا: بلى! قال: (( الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي، فيزيّن صلاته؛ لما يرى من نظر رجل. ) )رواه أحمد.

[الشرح]

قال المؤلف -رحمه الله- في كتاب التوحيد: (باب ما جاء في الرياء)

ومناسبة هاذا الباب لكتاب التوحيد واضحة، إذ إن الرياء قدح في التوحيد ونقص فيه، وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بأنه شرك كما في قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ) ). قالوا: ما هو؟ قال: (( الرياء ) ). فالرياء شرك، والشرك ينافي التوحيد، ولذلك أتى به المؤلف -رحمه الله- في كتاب التوحيد؛ ليحذر منه، ويبين خطره، ووجوب التخلي منه.

أما مناسبته للباب الذي قبله: فإن الرياء من أعمال القلوب؛ لأن من عمل القلب إخلاص العمل لله جل وعلا، وإخلاص العمل هو تصفيته من الشوائب، وتخليصه من الكدر، ولا يكون كذلك إلا إذا كان مما ابتغي به وجه الله تعالى، فإذا دخله الرّياء خبا الإخلاص وذهب نوره، ولذلك أتى به المؤلف -رحمه الله- في جملة الأبواب التي يتكلم فيها عن الشرك المتعلق بعمل القلب.

(1) سورة: الكهف، الآية (110) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام