الصفحة 764 من 952

لأن فيه منازعة لوصف من أوصاف الله عز وجل، أما ما كان من الأسماء قبيحًا فنهى عنه، أو تضمن تزكية فنهى عنه، فإن الأمر بالتغيير، والنهي عن التسمي محمول على الكراهة؛ لأن من الصحابة من لم يُغَيِّر، ولو كان واجبًا يأثمون بعدم التغيير لما أقرهم النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على أسمائهم، ومن ذلك: (حزن) والد المسيب، جَد سعيد بن المسيب رحمه الله، فإن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أمره بالتغيير ولم يُغَير، فدل ذلك على أن الأسماء التي تكون للتزكية، أو تكون للقبح إذا أُمر بتغييرها لهذين المعنيين فإن الأمر ليس على الوجوب، وإلا لكان واجبًا على الصحابة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم- أن يغيروا.

[المتن]

الثالثة: اختيار أكبر الأبناء للكنية.

[الشرح]

هكذا ذكر الشيخ -رحمه الله- الفائدة اتفاقًا لما ذكره البغوي في شرح السنة، فإنه قال رحمه الله: يكنى الرجل بأكبر بنيه، هكذا ذكر البغوي في شرح السنة، وجرى عليه العلماء بعده.

شرح

كتاب التوحيد

الذي هو حق الله على العبيد

لشيخ الإسلام والمسلمين مجدد الدين

محمد بن عبد الوهاب التميمي المشرفي

-رحمه الله تعالى-

لفضيلة الشيخ

بسم الله الرحمان الرحيم

[المتن]

باب: من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول

وقول الله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ} [1] .

عن ابن عمر، ومحمد بن كعب، وزيد بن أسلم، وقتادة -دخل حديث بعضهم في بعض- أنه قال رجل في غزوة تبوك: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء، أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسُناً، ولا أجبن عند اللقاء - يعني رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأصحابه القرّاء -. فقال له عوف بن مالك: كذبت، ولكنَّك منافق، لأخبرن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

(1) سورة: التوبة، الآية (65) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام