الذي هو حق الله على العبيد
لشيخ الإسلام والمسلمين مجدد الدين
محمد بن عبد الوهاب التميمي المشرفي
-رحمه الله تعالى-
لفضيلة الشيخ
بسم الله الرحمان الرحيم
[المتن]
باب قول الله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [1] .
وقوله: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ} [2] الآية.
وقوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} [3] الآية.
عن أبي سعيد -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- مرفوعاً: (( إن من ضعف اليقين: أن ترضي الناس بسخط الله، وأن تحمدهم على رزق الله، وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله، إن رزق الله لا يجره حرص حريص، ولا يرده كراهية كاره. ) )
وعن عائشة -رَضِيَ اللهُ عَنْها-: أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: (( من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ) ). رواه ابن حبَّان في صحيحه.
[الشرح]
هاذا الباب مناسبته لكتاب التوحيد: أنَّ الخوف لا يكون إلا لله جل وعلا، الخوف العبادي الذي يحمل على فعل الطاعات، وترك المعاصي، الذي يرجو فيه الإنسان المَخُوف سرّاً وجهرًا، غيبًا وشهادةً لا يكون إلا لله جل وعلا، فمن خاف أحدًا من المخلوقين هاذا الخوف فقد وقع في الشرك الأكبر، وهو شركٌ في عمل من أعمال القلوب.
(1) سورة: آل عمران، الآية (175) .
(2) سورة: التوبة، الآية (18) .
(3) سورة: العنكبوت، الآية (10) .