الصفحة 260 من 952

وفي هاذا الحديث فائدة: أن الإنسان ينبغي له ألا يخجل إذا نسب إليه ما لا يستحق بالتبرؤ منه؛ لأن بعض الناس تحمله المجاملة على قبول كلام ليس فيه ووصف لا يستحقه، وهاذا خلاف ما كان عليه النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فالواجب التبرؤ مما ليس في الإنسان، والواجب إثبات الفضل لأهله، فإن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: (( إنه لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله ) ).

شرح

كتاب التوحيد

الذي هو حق الله على العبيد

لشيخ الإسلام والمسلمين مجدد الدين

محمد بن عبد الوهاب التميمي المشرفي

-رحمه الله تعالى-

لفضيلة الشيخ

بسم الله الرحمان الرحيم

[المتن]

باب قول الله تعالى: {أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191) وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا} [1] الآية. وقوله: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ} [2] الآية.

وفي (الصحيح) عن أنس قال: شُجَّ النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يوم أحد وكسرت رباعيته، فقال: (( كيف يفلح قوم شَجُّوا نبيهم؟ ) ). فنزلت: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [3] .

وفيه عن ابن عمر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- أنه سمع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر: (( اللهم العن فلانًا وفلانًا ) ). بعد ما يقول: (( سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد ) ). فأنزل الله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} الآية.

وفي رواية: يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام، فنزلت: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} .

(1) سورة: الأعراف، الآيات (191 - 192) .

(2) سورة: فاطر، الآية (13) .

(3) سورة: آل عمران، الآية (128) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام