الصفحة 823 من 952

نهى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يقول المالكُ لعبدِه: عبدي وأمتي، وقد فَرَّقَ العلماء في هاذا بين هاذا القول في حال خطاب العبد وفي حال الخبر، في حال النداء وفي حال الخبر، فأجازوه في حال الخبر ومنعوه في حال النداء، فإذا نادى الرجلُ مملوكَه فإنه لا يناديه بهاذا، لا يقول: يا عبدي يا أمتي، إنما يقول ما وَجَّه إليه النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في قوله: (( وليقل: فتاي وفتاتي، وغلامي ) ).

أما في الخبر- يعني: إذا تكلم الإنسان على غير وجه النداء- فيجوز أن يقول: عبدي وأمتي، واستدلوا لذلك بقول الله تعالى: {وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ} [1] . فأضافهم إلى مالِكيهم، فدل هاذا على أن الإضافة لا تمتنع في حال كون ذلك في مساق الخبر.

أما إذا كان نداءً فإنه يتحاشى هاذا ويستعمل غيرَه بأن يقول: فتاي وفتاتي وغلامي.

وللعلماء في هاذا تفاصيل أخرى يُرجع إليها في كتب شرح الأحاديث، لكن يبقى أن المقصود من هاذا الباب هو صيانة اللّفظ عمَّا ينقص التوحيد، هاذا المقصود الذي من أجله ساق المؤلف -رحمه الله- هاذا الباب في كتاب التوحيد.

[المتن]

فيه مسائل:

الأولى: النهي عن قول: عبدي وأمتي.

[الشرح]

واضح هاذا.

[المتن]

الثانية: لا يقول العبد لسيده: ربي، ولا يُقال له: أطعم ربك.

[الشرح]

تكلَّمنا عليه.

[المتن]

الثالثة: تعليم الأول قول: فتاي وفتاتي وغلامي.

الرابعة: تعليم الثاني قول: سيدي ومولاي.

الخامسة: التنبيه للمراد، وهو تحقيق التوحيد حتى في الألفاظ.

[الشرح]

وهاذا هو المقصود من الباب. والله تعالى أعلم.

شرح

كتاب التوحيد

الذي هو حق الله على العبيد

لشيخ الإسلام والمسلمين مجدد الدين

محمد بن عبد الوهاب التميمي المشرفي

-رحمه الله تعالى-

لفضيلة الشيخ

(1) سورة: النور، الآية (32) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام