بسم الله الرحمان الرحيم
[المتن]
باب: لا يُرَدُّ من سأل بالله.
عن ابن عمر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- قال: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( من سأل بالله فأعطوه، ومن استعاذ بالله فأعيذوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه ) ). رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح.
[الشرح]
قال المؤلف -رحمه الله- في كتاب التوحيد: (بابٌ: لا يُرَدُّ مَنْ سأل بالله.)
مناسبة هاذا لكتاب التوحيد: أن رَدَّ مَن سأل بالله -عز وجل- يُشعر بضعف التعظيم لله جل وعلا، ولذلك جعل المؤلف -رحمه الله- هاذا الباب في كتاب التوحيد.
أما مناسبته لما قبله: فإنه مما يتعلّق بتعظيم الله جل وعلا، فإنّ الأبواب السابقة مما يتعلق بتعظيم الله -عز وجل- لفظًا بصيانة أسمائه وأوصافه عن أن يَشرَكَهُ فيها أحدٌ.
قال رحمه الله: (عن ابن عمر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما-) . نقل في هاذا الباب عن ابن عمر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما-: (قال: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:(( من سأل بالله فأعطوه، ومن استعاذ بالله فأعيذوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع لكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تُرَوا أنكم قد كافأتموه ) ).)
خمس جمل في هاذا الحديث ذكرها رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
الأولى: (( من سأل بالله فأعطوه ) ). وهاذا هو الشاهد في الحديث للباب؛ (( من سأل بالله فأعطوه ) )مَنْ شرطية، و (( سأل ) )فعل الشرط، وجوابه في قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( فأعطوه ) ).