والطائفة المنصورة هل هي في جهة من الجهات أو بلد من البلدان أو مكان من الأماكن؟ الجواب: هي في عموم الأمة وفي عموم جهاتها، قد تكون في جهة أقوى منها في جهة أو أظهر منها في جهة، قد تخلو منها جهة من جهات الأمة لكن هي في عموم الأمة موجودة، وتكون في العلماء وفي المجاهدين وفي سائر الأمة، ولكن أولى النّاس بانطباق هاذا الوصف عليهم هم أهل العلم، ولذلك لما سئل الإمام أحمد -رحمه الله- عن الطائفة المنصورة قال: هم أهل الحديث، وهم أهل العلم؛ لأنّ الحديث هو الذي يشتغل به طلاب العلم في ذلك الوقت، وإلا فأهل القرآن أشرف، لكن لما كان المشتغلون بالعلم يشتغلون بحفظ الحديث وفهمه وجمعه كان عَلَماً عليهم، والمراد بكلام الإمام أحمد هم أهل العلم، وغيرهم ممن هو دونهم فإنه منهم، كما قال الإمام النووي رحمه الله.
شرح
كتاب التوحيد
الذي هو حق الله على العبيد
لشيخ الإسلام والمسلمين مجدد الدين
محمد بن عبد الوهاب التميمي المشرفي
-رحمه الله تعالى-
لفضيلة الشيخ
بسم الله الرحمان الرحيم
[المتن]
باب ما جاء في السحر
وقول الله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ} [1] وقوله: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} [2] .
قال عمر: (الجبت) : السحر، (والطاغوت) : الشيطان.
وقال جابر: الطواغيت: كهان كان ينزل عليهم الشيطان، في كل حي واحد.
وعن أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: (( اجتنبوا السبع الموبقات ) )قالوا: يا رسول الله وما هنّ؟ قال: (( الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ) ).
(1) سورة: البقرة، الآية (102) .
(2) سورة: النساء، الآية (51) .