التاسعة: أن كلام إبراهيم لا يخالف ما تقدم من الاختلاف؛ لأن مراده أصحاب عبد الله بن مسعود.
[الشرح]
وهاذا واضح.
شرح
كتاب التوحيد
الذي هو حق الله على العبيد
لشيخ الإسلام والمسلمين مجدد الدين
محمد بن عبد الوهاب التميمي المشرفي
-رحمه الله تعالى-
لفضيلة الشيخ
بسم الله الرحمان الرحيم
[المتن]
باب من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما
وقول الله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى} [1] الآيات.
عن أبي واقد الليثي، قال: خرجنا مع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم، يقال لها: ذات أنواط، فمررنا بسدرة فقلنا: يا رسول الله! اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. فقال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( الله أكبر! إنها السنن، قلتم -والذي نفسي بيده- كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [2] . لتركبن سنن من كان قبلكم ) ). رواه الترمذي وصححه.
[الشرح]
قال المؤلف رحمه الله: (باب من تبرّك بشجر أو حجر ونحوهما) .
مناسبة هاذا الباب لكتاب التوحيد: أنّ التبرك بهاذه الأشياء من الشرك، والشرك يناقض التوحيد ويقابله، فأتى المؤلف -رحمه الله- بهاذا الباب لبيان قادح من قوادح التّوحيد.
وأما مناسبته لما قبله: فإنه في الباب السابق والذي قبله أيضًا البحث كله في شرك الأسباب وهاذا منها، فإن التبرك بالشجر أو الحجر أو ما أشبههما من الشرك في الأسباب؛ لأنه جعل ما ليس بسبب في الشرع ولا في الحس سببًا، فهاذا وجه ارتباط هاذا الباب بما قبله.
(1) سورة: النجم، الآية (19) .
(2) سورة: الأعراف، الآية (138) .