(الثانية: ما معنى: {لَيَقُولَنَّ هاذا لِي} ؟) وذلك بما بَيَّنَه من أثر مجاهد وابن عباس.
[المتن]
الثالثة: ما معنى قوله: {أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي} ؟
[الشرح]
واضح، وأنَّ في قوله تعالى: {عَلَى عِلْمٍ عِندِي} قولين:
القول الأول: أن العلم مضاف إلى الإنسان.
القول الثاني: أن العلم مضاف إلى الله.
[المتن]
الرابعة: ما في هاذه القصة العجيبة من العبر العظيمة.
[الشرح]
صحيح، وهي قصة فيها من العِبَر والعجائب ما يطول المقام بذكره، لكن نحن اقتصرنا على ما يتعلق بالباب، وإلا ففيها فوائد كثيرة.
من الفوائد التي فيها: جواز الاكتفاء بظاهر الحال في إعطاء الزكاة، فإنَّ الأعمى اكتفى بظاهر حال هاذا الرجل في إعطاء المال، ولم يطلب منه بيِّنة على فقره وحاجته وانقطاعه، هاذا ما لم تدلَّ القرينة على كذب المدعي للفقر، والله تعالى أعلم.
شرح
كتاب التوحيد
الذي هو حق الله على العبيد
لشيخ الإسلام والمسلمين مجدد الدين
محمد بن عبد الوهاب التميمي المشرفي
-رحمه الله تعالى-
لفضيلة الشيخ
بسم الله الرحمان الرحيم
[المتن]
باب قول الله تعالى: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلا لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا} [1] .
قال ابن حزم: اتفقوا على تحريم كل اسم مُعبَّد لغير الله، كعبد عمر، وعبد الكعبة، وما أشبه ذلك، حاشا عبد المطلب.
وعن ابن عباس في معنى الآية قال: لما تغشاها آدم حملت فأتاهما إبليس، فقال: إني صاحبكما الذي أخرجكما من الجنة لتُطيعانِني أو لأجعلن له قرنَيْ أَيِّل، فيخرج من بطنكِ فيشقُّه، ولأفعلنَّ ولأفعلنَّ؛ يخوفهما. سَمِّياه عبدَ الحارث، فأَبَيا أن يطيعاه، فخرج مَيِّتًا، ثم حملت، فأتاهما، فذكر لهما، فأدركهما حب الولد، فسمَّياه عبد الحارث، فذلك قوله: {جَعَلا لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا} . رواه ابن أبي حاتم.
(1) سورة: الأعراف، الآية (190) .