الصفحة 794 من 952

وله بسند صحيح عن قتادة قال: شركاء في طاعته، ولم يكن في عبادته.

وله بسند صحيح عن مجاهد في قوله: {لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا} قال: أشفقا ألا يكون إنسانًا، وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما.

[الشرح]

قال رحمه الله: (باب قول الله تعالى: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا} .)

هاذا الباب مناسبته لكتاب التوحيد: أن التّعبيد لغير الله -عزّ وجل- من الشرك الذي يجب أن يتنَزَّه عنه المؤمن، وفيه أيضًا: أن حق النعمة أن تُشكر لا تُكفر، ومن حق نِعَم الله على عبده أن يوحده بالعبادة؛ ولذلك ذكر الله -جل وعلا- حال الإنسان في هاذه الآية منكِرًا عليه، قال تعالى: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} إذ حقُّه -جل وعلا- أن يُفرد بالعبادة، وأن يُشكر على إنعامه بتوحيده، لا بالإشراك به -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، هاذه مناسبته لكتاب التوحيد.

أما مناسبته للباب الذي قبله: فإن في الباب السابق ذِكْرَ قصة الثلاثة الذين أنعم الله عليهم بإزالة البلاء، وأحسنَ إليهم بالمال الذي توسّعوا فيه، فمنهم من شكر فَشكَر الله له ورضي عنه، ومنهم من كفر فسَخِط الله عليه وردَّه خاسرًا، فكذلك في هاذا الباب بيان حق النعمة، حق إنعام الله -عز وجل-، وهو أن يُوحَّد -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، فشكره أعظم ما يكون بتوحيده -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، هاذه مناسبة الباب للذي قبله.

قال رحمه الله: (باب قوله تعالى: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا} .)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام