الصفحة 203 من 952

وجه ذلك أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عاب عليهم الأخذ بسبيل أولئك فقال: (( لتركبن سنن من كان قبلكم ) )وجاء مصرحًا في البخاري ومسلم أن السنة المقصود بها هنا هي سنة اليهود والنصارى، فسنة اليهود والنصارى مذمومة كسنة المشركين؛ لأن دينهم قد بطل ولا يجوز لهم التعبد به، ولا ينفعهم التقرب به إلى الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، بل يجب عليهم تركه إلى دين الإسلام؛ لقول الله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ} [1] ولقوله: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [2] . [المتن]

الثانية والعشرون: أن المنتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه لا يُؤمَن أن يكون في قلبه بقية من تلك العادة؛ لقوله: (ونحن حدثاء عهد بكفر) .

[الشرح]

وهاذا واضح، فإن المنتقل من الباطل الذي مرن عليه قلبه واعتاد عليه يصعب عليه جدّاً التخلّي عن ذلك الباطل، ولا يمكنه التخلّي عنه إلاّ بعد رسوخ الإيمان فيه، ولذلك ينبغي للمؤمن أن يجتهد في تخليص قلبه من شوائب الشّر ومن أوضار الشرك ومن كل شائبة تعوقه عن امتثال أمر الله ورسوله، وإذا لاحظ المؤمن هاذا زال عنه كل ما علق في قلبه مما اعتاده مما يخالف أمر الله ورسوله.

شرح

كتاب التوحيد

الذي هو حق الله على العبيد

لشيخ الإسلام والمسلمين مجدد الدين

محمد بن عبد الوهاب التميمي المشرفي

-رحمه الله تعالى-

لفضيلة الشيخ

بسم الله الرحمان الرحيم

[المتن]

باب ما جاء في الذبح لغير الله

(1) سورة: آل عمران، الآية (19) .

(2) سورة آل عمران، الآية (85) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام