الصفحة 204 من 952

وقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لاَ شَرِيكَ لَهُ} [1] الآية، وقوله: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [2] .

عن علي -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: حدثني رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأربع كلمات: (( لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن والديه، لعن الله من آوى محدثًا، لعن الله من غيَّر منار الأرض ) ). رواه مسلم.

وعن طارق بن شهاب، أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: (( دخل الجنة رجل في ذباب، ودخل النار رجل في ذباب ) ). قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟! قال: (( مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئًا، فقالوا لأحدهما: قرب. قال: ليس عندي شيء أقرب. قالوا له: قرب ولو ذبابًا. فقرب ذبابًا، فخلوا سبيله، فدخل النار، وقالوا للآخر: قرب. فقال: ما كنت لأقرب لأحد شيئًا دون الله عز وجل. فضربوا عنقه فدخل الجنة ) ). رواه أحمد.

[الشرح]

قال: (باب ما جاء في الذبح لغير الله) .

مناسبة هاذا الباب لكتاب التوحيد ظاهرة، وهي أن الذّبح عبادة فيجب إفراد الله تعالى بها.

وأما مناسبته لما قبله: فإنه في الأبواب السابقة ذكر ما هو وسيلة إلى الشرك غالبًا، وفي هاذا الباب بدأ بذكر ما هو شرك في ذاته، فإن الذبح عبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك أكبر كما تقدم، فانتقل من الشرك في الوسائل إلى الشرك في المقاصد، وبدأ ذلك بالذبح؛ لكونه من أكثر ما يقع من أهل الشرك من صور التقرب لغير الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، هاذه مناسبة الباب لما قبله.

(1) سورة: الأنعام، الآيات (162 - 163) .

(2) سورة: الكوثر، الآية (02) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام