ومن القواعد أنه يُرخص في حق الصغار ما لا يُرخص في حق الكبار.
شرح
كتاب التوحيد
الذي هو حق الله على العبيد
لشيخ الإسلام والمسلمين مجدد الدين
محمد بن عبد الوهاب التميمي المشرفي
-رحمه الله تعالى-
لفضيلة الشيخ
بسم الله الرحمان الرحيم
[المتن]
باب ما جاء في كثرة الحَلِف
وقول الله تعالى: {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} [1] .
عن أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: سمعت رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: (( الحلف منفقة للسلعة، ممحقة للكسب ) ). أخرجاه.
وعن سلمان أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: (( ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيِّهم ولهم عذاب أليم: أُشَيْمِطٌ زانٍ، وعائِلٌ مستكبِر، ورجل جعل الله بضاعته، لا يشتري إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه ) ). رواه الطبراني بسند صحيح.
وفي الصحيح عن عمران بن حصين -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( خير أمتي قَرْني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) )قال عِمران: فلا أدري أَذَكَرَ بعد قرنه مرتين أو ثلاثًا؟ (( ثم إن بعدكم قومًا يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يُؤتمنون، ويَنْذُرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السِّمَن ) ).
وفيه عن ابن مسعود أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: (( خير الناس قَرْنِي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قومٌ تَسبق شهادةُ أحدهم يمينَه، ويمينُه شهادتَه ) ).
وقال إبراهيم: كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار.
[الشرح]
يقول رحمه الله: (باب ما جاء في كثرة الحَلِف) .
مناسبة هاذا الباب لكتاب التوحيد: أن كثرة الحلف دليلٌ على ضَعْفِ تعظيم الله -عز وجل- في قلب العبد؛ لأنه لو عَظَّم الله ما جعل الحلف على لسانه عند أدنى قول أو مُوجِب.
(1) سورة: المائدة، الآية (89) .