الخامسة: أن الله يخلق بعدد كل صورة نفسًا يعذِّب بها المصور في جهنم.
[الشرح]
وهاذا الحديث فيه دلالة على أن المصوِّر يتكرر تعذيبُه بكل صورة صورها؛ لقوله: (( يُجعل له بكل صورة صورها نفس يعذَّب بها في جهنم ) )فهاذا يدل على تجدُّدِ العذاب وكثرتِه بكثرة ما يحصل من التصوير.
[المتن]
السادسة: أنه يُكلَّف أن يَنفخ فيها الروح.
[الشرح]
وهاذا التكليف تعذيب، وليس غرضُه ومقصوده امتثالَ المكلَّف، إنما غرضه ومقصوده تعذيبه، وفي قوله: (( وليس بنافخ ) )دليلٌ على طول تعذيب هاذا؛ لأنه يُكلَّف ويحاول أن يكون منه هاذا، لكنه لا يصل إلى نتيجة.
[المتن]
السابعة: الأمر بطمسها إذا وُجِدَت.
[الشرح]
والطمسُ يَصْدُق بإزالة معالم الصورة، وعلى هاذا: الظل، هل هو صورة؟
الجواب: ليس بصورة، فلو أن الإنسان رسم ظلاً، هل يكون قد رسم صورةً سواءً بيده أو بغير يده؟
الجواب: لا، لا يكون صورةً؛ لأن الصورة ما كان مطابِقًا للمصَوَّر، واضحةً فيه المعالم، أما الصورة التي هي ظل فإنها ليست بصورة، فالطَّمْسُ: إزالة ما تكون الصورة به، فإذا كانت تمثالاً إزالة الرأس، وإذا كانت مما لا ظل له فبتَمْزِيقِها، وإزالة معالم الصورة منها.
أما بالنسبة للأَلْبِسة التي فيها صور: فهي داخلة في عموم النهي، أما إذا كانت مرسومة باليد فهي داخلة في هاذه الأحاديث، والمستثنى هو ما كان يُوطأ من التصاوير.
أما ما كان يُلْبَس في العمامة أو في الثوب، أو حتى في اللباس الداخلي فلا يجوز لُبْسُه، يجب إزالة الصورة منه.
وأما لعب الأطفال: فالأطفال يُتساهل في حقهم ما لا يُتساهل في حق الكبار، ولذلك رخَّص العلماء في البنات المجسَّمة للصغار فلا بأس باقتنائها، وإن كان الإمام مالك -رحمه الله- يرى الأحسن ألا يأتي بها الإنسان لابنته، لكنْ كَوْنُ النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَقَرَّ عائشة دليلٌ على أن الأمر فيه سَعة.