ولكن الأحوط والأَوْرَع أن لا يقتني الإنسان هاذه الصور؛ لأن مَنْعَ الملائكة من الدخول ليس أمرًا سهلاً، فالملائكة دخولهُم دالٌّ على الخير والرحمة والبركة، ولذلك اختصت ليلة القدر وهي أشرف الليالي بأي شيء؟ بكثرة نزول الملائكة، قال الله -عز وجل-: {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا} [1] . فدل ذلك على أن التَّنَزُّل وكثرتَه دليلٌ على خَيْرِيَّة الوقت وفضيلته، فدخول الملائكة للبيوت من أسباب الرحمة والخير والبركة فيها، فالورعُ ألا يقتنيها الإنسان، لا سيما ما كان مقصوده الاقتناء، أما ما كان الاقتناءُ ليس مقصودًا منه -كالصور التي تكون في الكتب، أو في المجلات، وليست مقصودةً لذاتها، الإنسان لم يشترِ المجلة لأجل ما فيها من الصور، لم يقتنِ الجريدة لأجل ما فيها من الصور، لم يقتنِ الكتاب لأجل ما فيه من الصور- فهاذا لا بأس به.
أما إن كانت الصورة مقصودةً فحكمُها حكم الصور الأخرى، سواءٌ كانت في كتاب أو في مجلة أو في غيرها.
[المتن]
فيه مسائل:
الأولى: التغليظ الشديد في المصورين.
[الشرح]
وهاذا واضح من الأحاديث الكثيرة التي ذُكر فيها الوعيد الشديد في حق من صَوَّر.
[المتن]
الثانية: التنبيه على العلة، وهي تَرْكُ الأدب مع الله؛ لقوله تعالى: (( ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي؟ ) ).
[الشرح]
وهاذا أيضًا واضح، وهاذه العلة إحدى العلل التي ذُكِرت في تحريم التصوير.
[المتن]
الثالثة: التنبيه على قدرته وعجزهم؛ لقوله: (( فليخلقوا ذرةً أو شعيرةً ) ).
[الشرح]
نعم، فإذا عَجَزوا عن ذلك فعجزُهم عن خَلْق ما فيه الروح من باب أولى.
[المتن]
الرابعة: التصريح بأنهم أشدُّ الناس عذابًا.
[الشرح]
لقول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( أشد الناس عذابًا يوم القيامة الذين يضاهِئُون بخلق الله ) )، وفي رواية: (( المصورون ) ).
[المتن]
(1) سورة: القدر، الآية (4) .