الصفحة 886 من 952

منهم من ذهب إلى أن الصور الفوتوغرافية داخلةٌ في النهي.

ومنهم من قال: إنها لا تدخل في أحاديث وعيد التصوير؛ لأنها ليست تصويرًا ولا مضاهاةً لخلق الله، فليس فيها ما ورد من العلل التي من أجلها حَرُمَ التصوير، وهاذا اختيار شيخنا محمد رحمه الله.

لكن لا يعني هاذا إباحة التصوير، فَرْقٌ بين أن يقول الإنسان: إن التصوير الفوتوغرافي ليس مما يدخل في النصوص، وبين أن يقول: يجوز اقتناءُ الصور وتصويرُ الصور؛ لأن مأخذ شيخنا -رحمه الله- في تحريم التصوير أنه سبب لاقتنائه، واقتناؤُه محرَّم؛ لأنه يمنع من دخول الملائكة، لا أنه مضاهاةٌ لخلق الله، وهاذا القول قول شيخنا -رحمه الله- قوي جدّاً لمن تأمله، فإن التصوير الفوتوغرافي ليس فيه ما جاء في هاذه الأحاديث، وإن كان مطابِقًا لعموم الأحاديث في أنه صورة، لكن هاذه المطابقة لا تكفي في إلحاق التصوير الفوتوغرافي بما ورد فيه النصُّ؛ لأن المعنى ليس موجودًا، ولأن الصورة التي تُظْهِرُها التصاوير الفوتوغرافية التي لا عَمَلَ فيها للمصور، يعني: لا يعمل فيها رسمًا للعين، ولا رسمًا للفم، ولا رسمًا للأنف، إنما يَضْغط على جهاز وتخرج هاذه الصورة، أشبه ما يكون بالمرآة التي تظهر فيها صورة الإنسان كما هي، كما خلقه الله، وتختلف الجودة -جودة إظهار الصورة- باختلاف جودة صَقْلِ المرآة وصناعتها، فالصحيح أن التصوير الفوتوغرافي ليس من هاذا.

يبقى: هل يجوز اقتناء التصوير الفوتوغرافي؟

هاذا أيضًا فيه خلاف بين العلماء:

منهم من يرى التحريم، وهو رأي شيخنا رحمه الله؛ لأنه يمنع دخول الملائكة، والملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة يَصْدُق عليه كل صورة.

والقول الثاني: أنه يجوز اقتناءُ التصوير الفوتوغرافي؛ لأن البيت الذي لا تدخله الملائكة من الصور هو ما كان محرَّمًا منها، وليس كل صورة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام