يعني: يذكر حال الفاسق، وحال الطائع: فلان كافر فاسق أعطاه الله، وفلان مثل ما قال: لا يؤذي حتى الذر، وصاحب طاعة واستقامة، ولم يعطَ شيئًا، كأنه ينطق: لو كانت الشرائع حقّاً، يعني: هو لم يقل هاذا، لكن لسان حاله كأنه يقول: لو كانت الشرائع حقّاً لكان الأمر بخلاف ما نرى، وكان الصالح غنيّاً، والفاسقُ فقيرًا.
لكن هاذا من سوء الظن برب العالمين، ومن الجهل بأقضية الله وأحكامه جل وعلا.
[المتن]
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية آل عمران.
الثانية: تفسير آية الفتح.
الثالثة: الإخبار بأن ذلك أنواع لا تُحصر.
[الشرح]
يعني: الإخبار بأن الظن السَّوْء أنواعٌ لا تُحصر.
[المتن]
الرابعة: أنه لا يَسْلَم من ذلك إلا من عرف الأسماء والصفات وعرف نفسه.
[الشرح]
والله تعالى أعلم.
شرح
كتاب التوحيد
الذي هو حق الله على العبيد
لشيخ الإسلام والمسلمين مجدد الدين
محمد بن عبد الوهاب التميمي المشرفي
-رحمه الله تعالى-
لفضيلة الشيخ
بسم الله الرحمان الرحيم
[المتن]
باب: ما جاء في مُنْكِري القدر
وقال ابن عمر: والذي نفسُ ابن عمر بيده، لو كان لأحدهم مثل أُحُد ذهبًا، ثم أنفقه في سبيل الله ما قَبِلَه الله منه حتى يؤمن بالقدر.
ثم استدل بقول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( الإيمان: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره ) ). رواه مسلم.
وعن عبادة بن الصامت أنه قال لابنه: يا بني! إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك. سمعتُ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: (( إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب. فقال: رب، وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة ) ). يا بني سمعت رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: (( من مات على غير هاذا فليس مني ) ).