الصفحة 861 من 952

يعني: يذكر حال الفاسق، وحال الطائع: فلان كافر فاسق أعطاه الله، وفلان مثل ما قال: لا يؤذي حتى الذر، وصاحب طاعة واستقامة، ولم يعطَ شيئًا، كأنه ينطق: لو كانت الشرائع حقّاً، يعني: هو لم يقل هاذا، لكن لسان حاله كأنه يقول: لو كانت الشرائع حقّاً لكان الأمر بخلاف ما نرى، وكان الصالح غنيّاً، والفاسقُ فقيرًا.

لكن هاذا من سوء الظن برب العالمين، ومن الجهل بأقضية الله وأحكامه جل وعلا.

[المتن]

فيه مسائل:

الأولى: تفسير آية آل عمران.

الثانية: تفسير آية الفتح.

الثالثة: الإخبار بأن ذلك أنواع لا تُحصر.

[الشرح]

يعني: الإخبار بأن الظن السَّوْء أنواعٌ لا تُحصر.

[المتن]

الرابعة: أنه لا يَسْلَم من ذلك إلا من عرف الأسماء والصفات وعرف نفسه.

[الشرح]

والله تعالى أعلم.

شرح

كتاب التوحيد

الذي هو حق الله على العبيد

لشيخ الإسلام والمسلمين مجدد الدين

محمد بن عبد الوهاب التميمي المشرفي

-رحمه الله تعالى-

لفضيلة الشيخ

بسم الله الرحمان الرحيم

[المتن]

باب: ما جاء في مُنْكِري القدر

وقال ابن عمر: والذي نفسُ ابن عمر بيده، لو كان لأحدهم مثل أُحُد ذهبًا، ثم أنفقه في سبيل الله ما قَبِلَه الله منه حتى يؤمن بالقدر.

ثم استدل بقول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( الإيمان: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره ) ). رواه مسلم.

وعن عبادة بن الصامت أنه قال لابنه: يا بني! إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك. سمعتُ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: (( إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب. فقال: رب، وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة ) ). يا بني سمعت رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: (( من مات على غير هاذا فليس مني ) ).

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام